جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 08:32 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بدأ مشواره الفني بموقف محرج وفارق الحياة محبوب الجماهير.. تعرف على سطور من حياة ”وحيد حامد”

وحيد حامد
وحيد حامد

حرص على حضور الجنازة عدد كبير من محبي الكاتب الراحل وحيد حامد من مسجد الشرطة بالشيخ زايد.، في مقدمتهم، وزيرة الثقافة، الدكتورة إيناس عبدالدايم، المنتج، محمد العدل، الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، الفنان عزت العلايلي، الكاتب بشير الديك، المخرج شريف عرفة، الفنانة لبلبة، الفنانة إلهام شاهين، المخرج محمد ياسين، الفنان كريم عبدالعزيز، الفنان أحمد حلمي، الفنانة منى زكي، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، الدكتور خالد عبدالجليل.

وبهذا الوداع فقدت الأوساط الثقافية والفنية في مصر الكاتب الكبير وحيد حامد، الذي توفي صباح اليوم السبت عن عمر 77 عاما بعد تدهور حالته الصحية في أحد مستشفيات القاهرة.

وكان حامد واحدا ممن أثروا السينما والدراما المصرية بأعمال، ستبقى محفورة في الذاكرة الفنية لمصر والعالم العربي.

ووصفت وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم الراحل في بيان بأنه "كان خير سند للمبدعين والمثقفين والفنانين، وصاحب مواقف تكتب بحروف من نور في سجلات تاريخ الوطن، كما أنه الأستاذ والأب والمعلم".

كما نعاه فنانون ومخرجون ومنتجون وإعلاميون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منهم الناقد الفني طارق الشناوي والممثل عبد العزيز مخيون والممثلة إلهام شاهين والمخرج خيري بشارة والروائي أحمد مراد والشاعرة فاطمة ناعوت والفقيه القانوني محمد نور فرحات والمذيع طارق علام.

«الإرهاب والكباب»، «الهلفوت»، «إحكي يا شهرذاد»، «الدنيا على جناح يمامة»، «الراقصة والسياسي»، وغيرها من الأعمال التي استطاع الكاتب الراحل وحيد حامد كتابة تاريخه الفني من خلالها على مدار أكثر من 40 عام، باختيار شخصيات من الشارع المصري يجسدها عدد من أقرب النجوم إلى قلوب الجمهور، الأمر الذي مكنه من مخاطبة جميع فئات المجتمع.

وكان قد روى وحيد حامد تفاصيل الدور الوحيد الذي لعبه كممثل في أحد أهم أفلامه وأكثرها ارتباطًا بالجمهور وهو «اللعب مع الكبار»، موضحًا أنه جاء عن طريق الصدفة.

قال «حامد» في حوار سابق ببرنامج «معكم منى الشاذلي» المُذاع على قناة «cbc» وتقدمه الإعلامية منى الشاذلي، «كنت متواجد بالصدفة في الاستوديو أثناء تصوير الفيلم، وكان هناك مشهد لعادل إمام وهو يجلس على القهوة، وكان فريق العمل يبحث عن كومبارس لمشاركته لعب الطاولة خلال المشهد».

وعرض النجم عادل إمام عليه القيام بالدور «إيه رأيك يا وحيد أنت اللي هتيجي تقعد قدامي وترمي الزهر وتقول حسن تعالى ألاعبك عشرة طاولة».

ونفى أن يكون قام بالدور رغم صغر حجمه من أجل توفير أجر الكومبارس، مشيرًا إلى قيامه بتجربة التمثيل حيث أعاد الجملة أكثر من عشر مرات حتى خرج المشهد بشكل مقبول.

وحيد حامد من أبرز الكُتاب الذين تركوا بصمتهم في قلوب الفنانين وعرف احتفاظه بعلاقات خاصة جدًا وفريدة مع عدد من ألمع النجوم من جيله، فضلًا عن الأجيال اللاحقة، وقد يتسائل البعض كيف استطاع شخص واحد هذا دون أن يكون له خلاف يُذكرر مع أحدهم.

«أصل احنا كنا جيل واحد وقريبين جدًا من ثقافة بعض»، هكذا أجاب الكاتب الراحل عن كيفية احتفاظه بالعلاقة الطيبة مع نجوم أمثال أحمد زكي، ومحمود عبدالعزيز وعادل إمام، موضحًا أنه كان هناك ود متبادل بينهم.

وقال خلال لقائه في برنامج «يحدث في مصر» المُذاع على قناة «mbc مصر» ويقدمه الإعلامي شريف عامر، «أنا لم أغضب أحد وبالتالي لم يغضبني أحدهم، حتى الخلافات التي كانت تحدث بيننا كانت تنتهي بسرعة»، مشيرًا إلى أن عنصر المنافسة لم يحدث بينهم أي خلاف «نجاح الآخرين كان بيفرحنا ودي كانت ميزة».

«لولا وجود هذه اللمسة الطيبة كنت أصبحت شخصًا آخر»، بهذه العبار أبدى وحيد حامد امتنانه للأشخاص اللذين مدوا له يد العون في بداية مسيرته.

ويروي «في يومًا ما في بدايتي كنت أقرأ قصة لي في ندوة بنادي القصة، وأثناء قرائتي قام أحد النقاد بنقدي على الملأ نقدًا لاذعًا، مؤكدًا انني لا أقفه شيء في الكتابة ولا بد أن أبتعد عنها»، «مسح بيا البلط وقالي إيه الفشل ده».

وأضاف في حواره مع شريف عامر «أقسم بالله كنت منتظر الندوة تخلص عشان آخد أول قطر لأعود لبلدي على ألا اعود مرة أخرى».

وفجأة قام محمد عبدالحليم عبدالله وكان سكرتير النادي آنذاك ودافع عن القصة على الملأ أيضًا وظل يذكر في مميزاتها، وكافئه بالذهاب لرحلة نظمها النادي مجانًا، ويقول «حامد»، «حينها بدأ الأمل يتسرب لي من جديدة»، مضيفًا «الدم بدأ يرجعلي».

ويذكر أنه أثناء الجدل الذي أثاره الفنان يوسف الشريف بعد إعلانه لرفضه لملامسة النساء أو تقديم مشاهد جريئة، أبدى وحيد حامد رأيه في هذا المبدأ قائلًا «اللي مش عاوز يشتغل الشغلانة دي يسيبها».

وقال خلال حديثه للإعلامي وائل الإبراشي، «الفيصل في هذه القصة هو رضاء المؤلف عن النص المكتوب وكذلك المخرج وكذلك جهة الإنتاج والرقابة» مشيرًا إلى أن الرقابة هي المسؤولة عن حفظ قيم المجتمع وبالتالي فالعمل ساري إذا حصل على موافقتها.

وتابع «الممثل من حقه القبول أو الرفض، ولكن دون أن يرفض إرادته على فريق العمل من خلال طلبه بإحداث تغييرات على النص».

كشف «حامد» خلال حوار سابق أن جميع شخصيات أفلامه هي شخصيات حقيقية، «الشخصيات كانت حقيقية وإن كانت زائفة، لما حصلت على حب الناس وتعاطفهم».

وعن كيفية اختياره لتلك الشخصيات فأوضح «أنا ابن الشارع، وقبل الشارع كنت ابن قرية بسيطة ووالدي فلاح بسيط»، مضيفًا «نشأتي في القرية، ثم المدينة ثم المجتمع جعلتني أحتك بالناس فأنا أعيش وسطهم ولم أتخلى عنهم أبدًا».

وأضاف «إن كنت قد اعتادت على العمل أمام النيل فهذه عادتي أثناء الكتابة، ولكن في غير أوقات العمل أنزل الشارع وأتعامل مع الناس عن قرب».

جثمان الكاتب وحيد حامد في طريقه إلي مسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد