يفعلها الآباء ويقع فيها الأبناء.. الثأر بصعيد مصر مرض مزمن يقود أهلهُ للهلاك
شهدت ظاهرة الأخذ بالثأر ارتفاعاً كبيراً فى ربوع صعيد مصر منذ القدم حيث أجمعت الدراسات إلى أن ارتفاع مفهوم الجريمة يرجع إلى ضعف إجراءات المؤسسات القضائية وتقاعسها، بإضافة إلى ارتفاع معدلات الأمية.
ومن الغريب أننا أصبحنا فى القرن الحادى والعشرين ومازلت الفكرة تجتاح عقول الكثيرين إضافة إلى ذلك اتخاذه أشكال عدة فى الأونة الأخيرة كان من بينها محاولة إذلال الضحية بدلا من قتلها.
فالثأر سرطان مزمن في شريان الوطن ينتج عنه خسائر مادية وبشرية جسيمة تفوق قدرة وإمكانيات أجهزة الدولة المختلفة عند التعامل معها.
وتعتبر محافظات الوجه القبلي الأكثر فى انتشار حالات الثأر بين قبائلها، فيعد من أبرز الجرائم وأكثرها وحشية حدثت خلال الآونة الأخيرة، 3 أشخاص تتجرد من مشاعرهم الإنسانية ويغلب شيطانهم على انسانيتهم فأقدموا بقتل "أ.ق" بذبح فى الرقبة وكان سبب ذلك خصومة ثأرية بين الطرفين، حيث قام المتهمون باستدراج المجنى عليه من مدينة سوهاج إلى قرية ونينة الشرقية وقاموا بذبحه بسكاكين وسواطير وعندما تأكدوا من وفاته فروا هاربين، وتم نقله إلى المستشفى جثة هامدة.
يكشف غموض العثور على جثة شاب مكبلة ومتفحمة فى سوهاج
فى إحدى قرى مركز المنيا، راح ضحيتها أستاذة جامعية بجامعة المنيا، والسبب الثأر، بعد أن استقرت الرصاصة فى جسدها أثناء عودتها من منزل والدها بعد أن قدمت لهم التهنئة بالعيد.
"شقيقان يختطفان سائق لقتله ثأراً لوالدهما المقتول من 12 سنة"
12 سنة ومازال الثأر يحتج عقولهم وينهش الغضب قلوبهم فشهدت منطقة عزبة الساحة ببندر بلقاس بقيام شخصين يستقلان سيارة ملاكى بإقتياد سائق "توك توك" عنوة ووضعه داخل الشنطة الخلفية للسيارة وهربا به بقصد قتله ثأراً لوالدهما، لسابقة قيامه بالتعدى عليه خلال مشاجرة حدثت بينهما فى غضون عام 2007 لخلافات مالية.
حكم الدين فى ظاهرة الأخذ بالثأر
نهانا دين الإسلام عن قتل النفس وقتل الغير عمداً وذلك لتقدير وإحترام النفس البشرية حيث أن القاتل كما قال الله عز وجل في كتابه العزيز أن جزاءه سيكون نار جهنم وبئس المهاد، والله سبحانه وتعالى عندما خلق الإنسان خلقه ليجعله خليفته في الأرض يعمر فيها لا يسفك الدماء ويثير الفزع والهلع بين الناس، وفيما يلي مجموعة من الأيات القرأنية التي تحدثت عن الثأر والقتل.
قوله تعالى"ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا"
"ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون"
"ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما"
"ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون".
ولعدم تضارب الأفكار والمفاهيم فهناك فرق شاسع بين القصاص والثأر فإن القصاص يحسم تداعيات الفتن ، فكأنما توضع هذه الجمرة من النار في الماء فتنطفئ، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى "لكم فى القصاص حياة يا اولى الألباب" أما الثأر فإنه بداية لتفجير الدماء وتعاقب أحداث الثأر ولذلك نقول " إن الدم لايولد الإ الدم والعنف لا يولد الا العنف والفناء عملة متداولة بين طرفى الصراع"