تعرف علي قصر الاتحادية المقر الرسمي لرئيس الجمهورية
قصر الاتحادية أحد أفخم وأعرق القصور في العهد الملكي ويرجع تاريخ إنشائه لبدايات القرن العشرين وتحول من فندق سياحي إلى قصر رئاسي وكان شاهدا علي العديد من الاحداث التاريخية.. تعرف على قصة مقر رئيس جمهورية مصر العربية.
التحولات التاريخية لقصر الاتحادية
شهد قصر هليوبوليس"الاتحادية " منذ افتتاحه في عام 1910 كفندق سياحي، العديد من الأحداث والتحولات التاريخية التي جعلته يصبح قصر رئاسة الجمهورية، ويعرف باسم الاتحادية أو قصر العروبة، ويكون مقرا لاتحاد الجمهوريات العربية في عام 1972 في عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ثم مقرا للحكم في مصر منذ عصر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك حتى الآن لاستقبال الوفود الرسمية، وتسجيله ضمن عداد الآثار الإسلامية والقبطية في عام 2018.
تاريخ قصر الاتحادية
في عام 1908 قرر الخديوي عباس حلمي الثاني إنشاء فندق كبير يحمل اسم "هليوبوليس بالاس" في ضاحية هليوبوليس بمصر الجديدة التي كانت عبارة ارض صحراوية غير مأهولة بالسكان ، وكلف الخديوي عباس حلمي،المعماري البلجيكي "أرنست جاسبار" بوضع التصميم الهندسي والمعماري للفندق واستمر البناء ثلاث سنوات، وافتتحته الشركة الفرنسية المالكة رسميا في الأول من شهر ديسمبر عام 1910.
قصر هليوبوليس "الاتحادية" مقصدا للسائحين
منذ افتتاح قصر هليوبوليس في عام 1910 أصبح مقصدا للسائحين والوزراء من جميع أنحاء العالم،وأطلقت عليه الصحف الغربية وقتها لقب"تاج محل الصحراء" نسبة لقصر تاج محل في الهند، وفي عام 1914 عند اندلاع الحرب العالمية الأولى تحول القصر إلى مستشفى عسكري بريطاني للجنود البريطانيين وحلفائهم، وكذلك أيضا أثناء الحرب العالمية الثانية في عام 1939.
سبب تسمية قصر هليوبوليس بقصر الاتحادية
وبعد قيام ثورة يوليو 1952 وتحول مصر من النظام الملكي للنظام الجمهوري تم تأميم القصر، ثم أصبح القصر مقرا لحكومة الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، وفي فترة الرئيس الراحل محمد أنور السادات في يناير 1972 أصبح مقرا لما عرف باتحاد الجمهورية العربية، والتي ضمّت مصر وسوريا وليبيا، ولذلك أطلق عليه الوقت قصر الاتحادية، وفي الثمانينيات أصبح مقرا للحكم.
تعرف علي أقدم الحدائق في الشرق الأوسط
قصر الاتحادية ومظاهرات الغضب ضد الاخوان
كان قصر الاتحادية مسرحا للعديد من أحداث 25 يناير 2011، ثم مظاهرات الغضب ضد حكم الإخوان، وحصار الرئيس المعزول محمد مرسي في نوفمبر 2012، ثم ثورة 30 يونيو 2013، حتى أصبح الآن مقرا رئاسيا للرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد صار مسجلا ضمن عداد الآثار الإسلامية والقبطية بقرار رقم 420 لسنة 2018.
التصميم المعماري للقصر
تم تصميم قصر الاتحادية على الطراز الأوروبي في القرن التاسع عشر وعمارته الفخمة على شكل حرف H، والتي تمتاز بالضخامة والرقي في التصميم، بجانب تداخله مع العمارة الإسلامية، وتبلغ مساحته الكلية ومنشآته والمنطقة المحيطة به حوالي 20 فدانا تقريبا، قام بتنفيذ الإنشاء أكبر شركات الإنشاءات المعمارية في مصر هما "ليو رولين وشركاه"، و"بادوفا دينتامارو وفيرو"، فيما قامت شركة "ميسس سيمنز آند شوبيرت" في برلين بمد الوصلات الكهربائية والتجهيزات للقصر.
مكونات قصر الاتحادية
ويتكون من طابق أرضي وثلاثة أدوار علوية، ويضم القصر 400 حجرة مفروشة بأثاث فاخر من طراز "لويس الرابع عشر" و"لويس الخامس عشر"، و55 شقة خاصة.
ويتميز القصر بقبة كبيرة يصل ارتفاعها إلى 55 مترا من الأرض، وبهو رئيسي تبلغ مساحته 539 مترا، ضمت الحجرات العلوية مكاتب وأثاثا من خشب "البلوط" جيء بها من محلات "كريجير" في باريس، وخشب "الموهاجني" من لندن.
ويحتوي القصر على مجموعة قاعات، تبلغ مساحة القاعة الكبرى 589 مترا مربعا، صممها ألكسندر مارسيل وقام بعمل الديكور بها جورج لوي كلود، وتضم ثريات ضخمة من الكريستال، وسجادا شرقيا فاخرا، ومرايات بلجيكية من الأرض للسقف، وتحتوي على 22 عمود رخام إيطالي الصنع، وتوجد قاعة طعام فاخرة تكفي 150 مقعدا، وقاعة أخرى للبلياردو.