تعرف علي أقدم الحدائق في الشرق الأوسط

حديقة الحيوانات بالجيزة، هي جوهرة تاج حدائق الحيوان بالقارة السمراء لأنها أول حديقة حيوان في أفريقيا والشرق الأوسط، تحتوي بداخلها حيوانات وطيورا ونباتات نادرة على مدار سنوات متواصلة،وذلك بسبب احتوائها على حيوانات وطيور ونباتات نادرة، ومساحتها الشاسعة، أصبحت نزهة المصريين الدائمة طوال أيام السنة، خاصة في المناسبات والأعياد والعطلات الأسبوعية، إضافة إلى أسعار دخول الحديقة التي تتناسب مع جميع الطبقات الاجتماعية للشعب المصري.

الخديوي إسماعيل يأمر بإنشاء حديقة حيوان الجيزة

في منتصف 1981 أمر الخديوي إسماعيل بتشييد الحديقة، بهدف تجميل منطقة الجيزة وجعلها مزارا يضم الزهور والنباتات المستوردة غير الموجودة بالبيئة المصرية، إضافة للحيوانات والطيور النادرة من أنواع الأسود والنمور والأبقار الوحشية، وخلال العصر الحديث اهتم حكام مصر بجلب الحيوانات من الخارج، لتحتوي الحديقة في نهاية القرن الـ19 على أكثر من 175 نوعا نادرا من الحيوانات والطيور، ما جعلها من أشهر وأهم الحدائق على مستوى العالم.

قصر الزعفران تحفة معمارية بناه مهندس إيطالي لتخليد الخديوي إسماعيل

أفتتاح حديقة حيوان الجيزة

وضع أساس البناء لحديقة الحيوانات الأولى بمصر في عهد الخديوي إسماعيل، لتنتهي عملية البناء والتشييد في عهد الخديوي توفيق، الذي افتتح الحديقة نهاية عام 1981، ليجلب كل أنواع النباتات والزهور والطيور والحيوانات، خاصة أن المصريين اعتادوا على إقامة الحدائق وتربية الحيوانات والطيور منذ العصر الفرعوني، بالخروج لصيد الحيوانات والطيور وتحنيطها وجعلها زينة أساسية بمنازلهم وداخل المقابر بالأهرامات والمعابد.

وبعد افتتاحها بسنوات قليلة وتحديداً عام 1889، أمر الخديوي توفيق باقتطاع جزء من الأراضي التابعة لحدائق العائلة، ليقدم فداناً واحداً إلى إدارة الحديقة، من أجل توسيع مساحتها، وضم حيوانات وطيور أكثر، لجذب المزيد من الزوار داخل وخارج مصر لها.

الخديوي توفيق يتوسع في مساحة حديقة حيوان الجيزة

لم تكن هذه التوسعات في بناء حديقة الجيزة هي الأولى، ليقر مرة أخرى الخديوي توفيق عام 1938 ضم 38 فداناً إلى مساحة الحديقة، بعد أن تم افتتاح الجزء الأول في نهاية القرن التاسع عشر بعد إضافة مساحة جديدة إلى الحديقة، لتعرف طوال السنوات الأولى من افتتاحها باسم حديقة الأورمان.

مكونات حديقة حيوان الجيزة

تعتبر حديقة حيوان الجيزة من أعرق حدائق العالم، لقدم أكثر من جبلاية ومنشأة بداخلها، التي تأسست منذ أكثر من قرنين، وتزينها بهياكل حيوانات وطيور منقرضة مثل التماسيح وطيور غريبة نادرة ووحيد القرن، إضافة لوجود كهوف ومغارات قديمة، تمر بداخلها ممرات وجداول مياه التي تعد من أهم معالم الحديقة، إضافة لوجود جسر معلق يعود إنشاؤه لمصمم برج إيفل بباريس مستر فرانسوا.

وتم تقسيم الحديقة إلى عدة أجزاء، فتضم متحفاً خاصاً بالحيوانات والطيور المنقرضة المحنطة، ويقسم إلى نماذج متعددة من الزواحف والثديات الموجودة بمختلف مدن العالم، فضلًا عن وجود ما يقرب من 5 آلاف قطعة لتماسيح محنطة من العصر الفرعوني.

بجانب المتحف توجد مقاهٍ ونواد اجتماعية تُقبل عليها الأسر، مثل نادي أصدقاء الحيوان والكشك الياباني، لتضم أقساماً خاصة بكل فصيلة من الحيوانات والطيور، لتقسم 14 منطقة من بينهم جبلايات القرود، وبيت الزواحف، وصالة للنمور وأخرى بجوارها للأسود، ومناطق خاصة بالزرافات، ومنطقة خاصة بالأفيال، وأخرى للجمال، إضافة لأماكن مخصصة للطيور تم جلبها من مناطق مختلفة بالعالم.

ورغم فترات إهمال مرت بها الحديقة خلال الـ15 عاما الماضية، وتراجع مستوى العناية والرعاية الموجهة للحيوانات والطيور، إلا أنها لا تزال من أقدم وأعرق الحدائق بمصر والشرق الأوسط.

الكوبري المُعلق

البداية من الكوبري الأخضر أو الكوبري المُعلق، الذي يوصف بأنه منجم ذهب غير مستغل، حيث بناه ملك الحديد «جوستاف أليكسون ايفل»، مصمم برج إيفل الذي يزوره 7 ملايين سائح في باريس سنويا، ويُعد أقدم كوبري مُعلق في مصر وإفريقيا والشرق الوسط، ففي عام 1875 كلف الخديوي إسماعيل المؤسس الثاني لمصر الحديثة، المهندس جوستاف إيفل بإنشائه ونفذته شركته «إيفل أى سيو» بين عامي ١٨٧٥م، و١٨٧٩م، أي قبل إنشائه لبرج إيفل بباريس بعشرة أعوام.

ويرتكز هذا الكوبري على جبلين كبيرين صمما خصيصاً له، ليكون الكوبري في أعلى نقطة في الحديقة ليشاهد الزوار روعة المكان من حيوانات وأندر الزهور النباتات والأشجار في العالم، كما يوجد مدخلان في بدايته ونهايته تتعلق خلالهما أسلاك حديدية قوية تحمل الكوبري، وعندما تعتلي قدماك كوبري إيفل المعلق تظهر أعلى بوابته شعار الخديوي إسماعيل المكون من حرفي IP وتزينه ثلاث نجوم وأسفله هلال ونجمة ويعلوه التاج الملكي.

اماكن تستحق الزيارة داخل حديقة الحيوان

هناك عدة أماكن تستحق الزيارة في تجولك داخل حديقة حيوان الجيزة مثل:

الكوبري المعلق

متحف المحنطات

ومتحف المحنطات تم نقله عام 1914 إلى حديقة الحيوان، ويعد المتحف الوحيد في الشرق الأوسط وأفريقيا الذي يعرض محنطات لحيوانات نادرة ومنقرضة، يضم أكثر من 1352 طائرا محنطا ، و555 من الثدييات، و259 من الزواحف، 115 من الجماجم ، و49 من الرؤوس، و 35 من الهياكل العظمية، يتكون المتحف من ثلاثة طوابق، يتم عرض الحيوانات فيها بشكل أنيق ومدروس، ويوجد به فترينة تحتوي على العديد من الزواحف بجميع أنواعها ، توجد فترينة عرض زجاجية لعالم البحار به أسماك مختلفة.

كما يوجد داخل المتحف «تمساح نيلي فرعوني» يبلغ عمره 7000 سنة طوله حوالي 6 أمتار ولا يقدر بثمن، كما يضم محنطات عمرها 300 سنة، به أيضا فترينة بها البنادق الأثرية التي كانت تستخدم في الصيد وصور تاريخية عن الحديقة، ويوجد أيضا فترينة تحتوي على أنواع الثعابين بمختلف أحجامها.

ركن فاروق.. وجزيرة الشاي

ركن فاروق عبارة عن غرفة كانت مخصصة لكبار الزوار فقط، حيث كانت استراحة لوزير الزراعة الأسبق، محمود داوود، ثم استراحة لوزير التموين الأسبق، ناجي شتلة، خلال توليه شؤون وزارة التموين بموافقة من وزير الزراعة الأسبق الدكتور يوسف والي حتى يكون قريبا من إدارة شؤون وزارة التموين.

بينما تعتبر «جزيرة الشاي» أحد أهم الأماكن المميزة داخل حديقة حيوان الجيزة، والتي لا يمكن أن تزور فيها حديقة الحيوان ولا تجلس وتتناول فيها الشاي وتتجول فيها، فأنشأت في عهد الملك فاروق عام 1938 على مساحة 4 أفدنة، على الطراز الكلاسيكي من الخشب بحيث ترى المياه المتدفقة وأشجار الحديقة من كافة الإتجاهات وأنت تتناول الشاي.

وجددت إدارة حديقة الحيوان «جزيرة الشاي» وأعادت افتتاحها عام 2013، وتتكون من بحيرة يسبح فيها البجع الأبيض ونافورة يندفع منها الماء، تضم مكان خاص بالملك فاروق كان يجلس فيها ويستمتع بتناول القهوة مع منظر الجزيرة الجذاب، كما كان من زوارها الرئيس جمال عبد الناصر وأنور السادات وعدد من ملوك ورؤساء إفريقيا السابقين، كما جلس فيها عددا من الكتاب البارزين حيث كانت تمثل لهم مكانا هادئا يستطيعون أن يكتبوا فيه قصصهم ورواياتهم، ومنهم الأديب العالمي نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ.

الكشك الياباني

الكشك الياباني يعتبر متحفًا صغيرًا داخل الحديقة، يحوي بعض المقتنيات والصور الفوتوغرافية لحديقة الحيوان قديما وحديثا، تم إنشاؤه في عهد الملك فؤاد عام 1924 بمناسبة زيارة ولي عهد اليابان لمصر.

إغلاق حديقة حيوان الجيزة 2006

ومنذ افتتاحها لم تغلق الحديقة وتتوقف عن العمل سوى عام 2006، بعد انتشار مرض إنفلونزا الطيور، لتتأخذ إدارة الحديقة قراراً احتياطياً بإغلاق مؤقت في 19 من فبراير 2006؛ خوفاً على الطيور من الإصابة وانتشار الوباء بالحديقة، ليعاد افتتاحها في الـ14 من إبريل من العام نفسه، لتظل الحديقة هي المقصد المفضل للمصريين بالأعياد