جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 11:11 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«عمار الشريعي» في ذكراه

أحمد سلام
أحمد سلام

بمثل مايقال عن عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بأنه قاهر الظلام فقد جادت المقادير علي مصر بعبقرية أخري في مجال الموسيقي لابد من الحديث عنها تقديرا لسيرة موسيقار فارق الحياة قبل ثمانية اعوام في 7 ديسمبر سنة 2012 تاركا أروع المؤلفات الموسيقية والألحان ويكفي أن نقول عمار الشريعي.

وهنا لابد من الترحم عليه والإشادة بقصة كفاحه نموذجا لتخطي عثرة كف البصر وقد عوضه المولي تبارك وتعالي بقوة البصيرة ليري بخياله ما يعجز عن رؤيته المبصرون !.

أكتب عن ذكري الموسيقار عمار الشريعي في توقيت يؤكد أن مقعده بحق شاغرا وسيظل وقد كان أصدق من يترجم المشاعر والأحداث إلي موسيقي معبرة تمس شغاف القلوب.

ستظل أعماله الموسيقية في قلوب المصريين سيما الموسيقي التصويرية للأعمال الدرامية مثل موسيقي مسلسل رأفت الهجان ومسلسل دموع في عيون وقحة ولاننسي أغاني فيلم البرئ ومسلسل الأيام والقائمة طويلة.

ويبقي برنامجه الإذاعي الشهير " غواص في بحر النغم " من أروع البرامج الموسيقية في تحليل الموسيقي والتراث المصري وقد ظل يقدمه لسنوات طويلة في إذاعة البرنامج العام إلي أن إنتقل ليذاع في إحدي الفضائيات الخاصة.

كثيرة هي الأوصاف التي يمكن أن تطلق عليه بداية من قاهر الظلام السائر علي خُطي عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ومرورا بالغواص في بحر النغم وإنتهاءا "بالثائر" عمار الشريعي وذاك هو الوصف الأقرب لشخصية فنان أسطوري.

ولد لعائلة من أكبر عائلات سمالوط بمحافظة المنيا في عام 1948 هي عائلة "الشريعي" وقد شاءت المقادير أن يُحرم من نعمة البصر ولكنه ملك "البصيرة" التي جعلته من أشهر الملحنين في تاريخ مصر المعاصر وقد إستبق إحترافه للموسيقي بحصوله علي ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية وقد كان "يجيد" العزف علي أكثر من آلة موسيقية مثل الأكورديون والبيانو والعود.

عمار الشريعي " الثائر" هي مرحلة "الختام" للفنان المنصهر في هموم وطنه ولن يُنسي" للموسيقار عمار الشريعي مافعله عند قيام ثورة 25 يناير 2011 ورسالته إلي الرئيس مبارك كي يفارق السلطة لأجل صالح مصر.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل خرج إلي ميدان التحرير مع الثائرين لأجل إسقاط النظام وخطب فيهم مؤازرا وقد نال ذلك منه بدنيا وهو المريض بالقلب لينقل بعدها إلي أقرب مكان من الميدان وهو جامعة الدول العربية ومنها للمستشفي وقد تدهورت حالته الصحية ليلقي ربه 7 ديسمبر 2012 ليشيع بجنازة مهيبة تليق برجل عظيم.