حديث «مصراوى» عن الثوم المسمم «كلام فاضى»
إذا كنا نؤمن بحرية الصحافة، وحق تداول المعلومات، لما يشكله ذلك من أهمية قصوى فى بناء مجتمع تحكمه مبادئ الشفافية المطلقة، بعيدا عن التضارب والغلط الدائر، والذى من الممكن أن يعرض الدولة بمؤسساتها، وكذلك مواطنيها للخطر، الأمر الذى يترتب عليه إحداث حالة من التوتر وعدم الارتياح.
لكن ذلك أيضا لا يجوز فى نظرنا أن يكون مسوغا لنشر أقاويل مبهمة، ومعلومات مجهولة المصدر يمكن أن تكون عقيدة يبنى عليها البعض أفكارا وأراءا لا تمت للحقيقة بصلة، بهدف البحث عن سبق هنا، أو انتصار صحفى زائف هناك، لذلك فنحن نسعى إلى تصحيح بعض هذه الشائعات وتفنيدها فى باب"كلام فاضى".
نفعل ذلك ونصر عليه، ليتبين القارىء صدق أو كذب ما يطرح عليه، ومن ذلك، ما نشره موقع "مصراوى"، حيث أورد خبرا جاء فيه معلومة غير دقيقة بشأن أن الثوم الصينى العضوى وغير العضوى يحتوى على مبيدات حشرية ومبيضات شديدة السمية.
الخبر المنشور على مصراوى من باب "كلام فاضى" لعدة أسباب:
بداية لم تسجل وزارة الصحة ولا أى جهة تابعة لها أى حالة من حالات التسمم الناتجة عن تناول الثوم مستوردا كان او محليا، ولم تسجل أى محافظة ثمة بلاغ واحد يشير لمثل هذا الكلام.
وكذلك نبأ موقع "مصراوى"، الذى زعم أن الثوم الصينى يحتوى على مواد شديدة السمية، في حين أن المركز الإعلامى لمجلس الوزراء تابع بشكل دقيق وفورى مع وزارة الزراعة ونفى صحة تلك البيانات من كل الجوانب.
وكان رد وزارة الزراعة على المركزالإعلامى لمجلس الوزراء شدد بشكل قاطع، على عدم وجود أى مواد سامة بالثوم الذى يتم تداوله بالمتاجر والأسواق، سواءا كان مستوردا من الخارجً كان أو إقليميًا، وأنه صحى وآمن تمامًا ومطابق للمواصفات القياسية، مؤكدا على وجود رقابة دورية من قبل الوزارة للتأكد من سلامة كل المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية التي يتم تداولها، وما يُثار فى ذلك الأمر إشاعات تستهدف إيجاد حالة من الذعر.
ونوه رد وزارة الزراعة إلى وجود رقابة مستمرة ودورية على حركتى الصادرات والواردات وهذا لضمان تنفيذ المقاييس والاشتراطات العالمية والتدابير المعمول بها، على كل السلع، سواء كانت مصدرة أو مستوردة، وأن كل الواردات تخضع لتحاليل صارمة وفحص دقيق للتأكد من جودتها وصحتها ومدى مطابقتها للمواصفات المتفق عليها.
يذكر أن نفس الشائعة تم تداولها فى جمهورية دولة الإمارات العربية المتحدة ونفاها جهاز أبوظبى للرقابة الغذائية، وشدد أنها ادعاءات خاطئة وتتعارض مع الحقائق العلمية.
وعلى ما ترتب فلا يمكن أن يكون الخبر الوارد على موقع مصراوى إلا درب من الخيال، وتصنيفه الحقيقى هو "كلام فاضى" لا أساس له من الصحة، ونحن فى "الديار" نهيب بكل زملاءنا فى الحقل الصحفى ألا ينجروا إلى هذا المنزلق.