جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 10:23 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
أسعار بيع وشراء الذهب اليوم الخميس أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الخميس حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس المدير التنفيذي لجهاز حماية البحيرات والثروة السمكية يتقدم بالتهنئة للرئيس والقوات المسلحة بمناسبة ذكري تحرير سيناء حفل ختام الأنشطة بمدرسة الأيوبية الإعدادية بنات ومعرض اللغة العربية بمدرسة الهدى والنور بالدقهلية محافظ الدقهلية يهنئ فريق المنصورة الاول لكرة القدم ومجلس الادارة اعتبارا من مساء اليوم يبدأ العمل بالتوقيت الصيفى بهيئة السكة الحديدية النيابة العامة بشمال الجيزة تباشير تحقيقاتها في حادث اصابة عدد من الأطفال باختناق داخل حمام سباحة الترسانة رئيـس مجلـس إدارة جهـاز حمايـة وتنميـة البحيـرات والثـروة السمكيـة يهنئ الرئيس والقوات المسلحة ذكـرى تحريـر سينـاء شباب قادرون تستعد لتنظيم ملتقي توظيفى بالبحيرة وكيل أوقاف الإسكندرية يتابع فعاليات امتحانات طلاب المركز الثقافي افتتاح مؤتمر «صناعة السياحة في ظل التغييرات العالمية »بجامعة الإسكندرية

نبذة عن حياة الفنان التشكيلي عبدالهادي الجزار

يُعد الفنان عبد الهادي الجزار (1925- 1966م) من أهم فناني الحركة التشكيلية المعاصرة في مصر، بدأ رحلته مع الفن منذ أن كان تلميذًا بالمدرسة الحلمية الثانوية بالقاهرة واكتشف موهبته المتميزة مدرس الرسم في المدرسة الذي كان يرعى المواهب المبشرة حيث توسم فيه أستاذه الفطرة الفنية السليمة وبدأ في الاهتمام به وتشجيعه. عام 1938م، بدأ الجزار مشواره الفني بلوحات تدور أفكارها حول نشأة الحياة والإنسان وعلاقته بالكون وعالم البحر والقواقع وكان في ذلك متأثرًا بقضائه سنوات الطفولة في الإسكندرية وفي هذه المرحلة التحضيرية قدم لوحات مثل (المرأة في القوقعة) و(أدم وحواء) عام 1942م.

التحق الفنان عبد الهادي الجزار بمدرسة الفنون الجميلة ودرس فن التصوير وانضم إلى (جماعه الفن المعاصر) مع كمال يوسف وحامد ندا وماهر رائف ومحمود خليل بالإضافة إلى مؤسسها الأستاذ حسين أمين مدرس التربية الفنية الذي غلب عليه طابع الريادة والتوجيه وعمل على تنمية قدرات أعضاء الجماعة الفنية والفكرية.

كانت أفكار جماعة الفن المعاصر ومبادئها هي أهم المؤثرات في فكر الجزار وأسلوبه الفني في هذه المرحلة؛ وكان شعاره هو (الفن والمجتمع) باعتبار أن الفن لابد أن يكون معبرًا عن المجتمع المصري وتراثه وواقعه ويتفاعل مع الجماهير والوعي بالأوضاع الاجتماعية.

تميزت لوحاته بالإيحاء القوي بالمجهول والغموض الذي يسيطر على الأشكال والعناصر وتحريف الشكل الطبيعي فقد حملت أعماله رموز سرياليه وتعبيريه ورمزية إلا أنه ينفى عن نفسه كونه سرياليا فهو ذو اتجاه مصري أرسى قواعده جيل رواد الفن التشكيلي في مصر. في نهاية الأربعينيات بدأ الجزار مرحلة فنيه جديدة استمد صورها وعناصرها من البيئة الشعبية فقد عاش صباه في حي السيدة زينب بالقاهرة، وتُعد هذه الفترة هي ذروة إنتاجه الفني حيث قدم لوحات مثل (الطعام) عام 1948م، و(عربة السيرك) عام 1951م، و(دنيا المحبة) عام 1952م. بلغ الجزار قمة إنتاجه الفني في الأعمال التي امتزجت فيها رؤيته الفنية بذلك الوحي والإلهام المستوحى من الحياة الشعبية والمعتقدات المتوارثة . في الستينيات سافر عبد الهادي الجزار في بعثة إلى إيطاليا لدراسة الفن وعندما عاد كان المرحلة الشعبية قد استنفذت لديه أغراضها، ولكنه وجد أن الستينيات هي الفترة التي ازداد فيها تأثر الناس في مصر والعالم بموضوع غزو الفضاء لذلك اتخذ هذا الموضوع كمادة للوحاته فاستغل خياله الفني الخصيب وخلق أشكال وعوالم خفيه وتراكيب خرافية لا تنتمى إلى عالمنا الأرضي ورسم لوحات مثل (ميلاد كوكب)، أما بعد زيارته لموقع بناء السد العالي عام 1963م، فقد فجرت هذه الزيارة بداخله طاقات الخيال فأبدع مجموعة ضخمة من اللوحات والرسوم من أهمها لوحة بعنوان (السد العالي) عام 1964م، فقد كانت تعبير مباشر عن النهضة الصناعية الجديدة في مصر، أما أخر لوحاته (السلام) التي رسمها عام 1965م، فقد كانت تلخيص لحياته الفنية الخصبة فقد ضمت هذه اللوحة كل شخصياته وعناصره فقد ضمت عالم البحر والقواقع والشخوص الشعبية والمفردات المحببة إليه مثل القط والحصان وإنسان الفضاء يظلهم جميعًا جناحان عملاقان كأنما يحتضنان حلم الإنسان الخالد وهو السلام. عبر الفنان عبد الهادي الجزار في لوحاته عن صميم البيئة الشعبية المصرية واستطاع أن يُجسد روح الشعب المصري وتقاليده وأفكاره واتسمت لوحاته بالصدق الفني، وعاش حياه عامرة بالفكر والتأمل والإنتاج الفني الغزير وكان نموذجًا يُحتذى به في دماثة الخلق واتساع الأفق، منحته الدولة جائزة الدولة التشجيعية في فن التصوير عام 1965م، توفى الفنان بسبب مرض في القلب لازمة منذ شبابه تاركًا بصمة في فن التصوير المصري المعاصر.