عصام سليم يكتب : فنان حالم

فنان حالم أنتجته أقبية القهر والفقر . أهملته اهتمامات البشر . فعاش وحيد الروح إلا من صدق الصداقة للشجر ... يرسم ويكتب قصائد العشق في دفاتر مقدمته العاطفية . قضى عمره . ولم يلج إلى الموضوع أبدا . في مؤلف مقدمته . تجلى كل إبداعه . ركب أمواج البحر وخاض الغمر . أبحر في كل الفضاءات الجميلة والجليلة وفي لغة العيون . أصغى إلى ترانيم الطبيعة والحياة ودون لحنها في ذاكرة الأغنيات والأمنيات وفي صفحات السحر والفتنة ...

رافق الكنار والحسون . وعاش في مسرح أوركسترا الوجود والخلود . عيشة عاشق مهووس ... عاش أنفاس الصباح . مع أريج الزهر وخرير النهر ونسائم الفجر الندية . عاش همسات ونهدات المساء .

مع أحلام النجوم وابتسامات القمر ... عاش الفصول الأربعة . في التفتح والثمر وفي التساقط والعري . تحت غيمات المطر .

يتوضأ من دمع المحبة والرجاء ... لكنه رغم المشاعر والخواطر والقصائد والغزل . قد كان يقلقه الأجل . بعكس من يحيا الحقيقة في بساتين الأمل ... أخيرا . يضع كتاب مقدمته في درج مكتبة النسيان .

يواسي نفسه في صمت المكان : لعل مقدمتي تنال مكانة توازي مكانة مقدمة إبن خلدون . عندما يأتي الأوان . وعندما تزول سطوة الأوثان والطغيان ..