مقتطفات من رواية ”فردقان.. اعتقال الشيخ الرئيس” ل يوسف زيدان
ما كان ابنُ سينا قبل بلوغه السابعة عشرة من عمره، يتخيَّل أنه سوف يضطر يومًا إلى ترك مدينة «بخارى» التي احتوت كلَّ ما يحتاجه من الحياة.. أسرته، المنزل الفسيح الدال على بحبوحة العيش وثراء ساكنيه، سوق الكتب العامرة بدكاكين الوراقين والدلالين. الطوافين طيلة النهار، بالنسخ النفيسة والمستنسخات الخطية من أشهر المؤلفات في شتى أنواع العلوم.. وكان له هناك آنذاك كل ما يتمناه: أبوه المهتمُّ بتعليمه، أمه الحانية، احترامُ المحيطين به. ولكن لأن الحياة لا أمان لها، وليس لأحوالها دوام، سرعان ما توالت الاضطراباتُ والمزعجاتُ تباعًا عند بلوغه الثامنة عشرة فاضطر لهجر بخارى. من رواية "فردقان.. اعتقال الشيخ الرئيس" - يوسف زيدان