جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 09:04 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
أسعار بيع وشراء الذهب اليوم الخميس أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الخميس حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس المدير التنفيذي لجهاز حماية البحيرات والثروة السمكية يتقدم بالتهنئة للرئيس والقوات المسلحة بمناسبة ذكري تحرير سيناء حفل ختام الأنشطة بمدرسة الأيوبية الإعدادية بنات ومعرض اللغة العربية بمدرسة الهدى والنور بالدقهلية محافظ الدقهلية يهنئ فريق المنصورة الاول لكرة القدم ومجلس الادارة اعتبارا من مساء اليوم يبدأ العمل بالتوقيت الصيفى بهيئة السكة الحديدية النيابة العامة بشمال الجيزة تباشير تحقيقاتها في حادث اصابة عدد من الأطفال باختناق داخل حمام سباحة الترسانة رئيـس مجلـس إدارة جهـاز حمايـة وتنميـة البحيـرات والثـروة السمكيـة يهنئ الرئيس والقوات المسلحة ذكـرى تحريـر سينـاء شباب قادرون تستعد لتنظيم ملتقي توظيفى بالبحيرة وكيل أوقاف الإسكندرية يتابع فعاليات امتحانات طلاب المركز الثقافي افتتاح مؤتمر «صناعة السياحة في ظل التغييرات العالمية »بجامعة الإسكندرية

محمد الصباغ يكتب: وداع محارب ”قصة قصيرة”

توارث حب العسكرية والإلتزام بالشرف العسكري في أسرته ومنها تعلم أن الزي العسكري له ضريبة دم لابد أن تدفع عن طيب خاطر ومحبة خالصة للشعب والوطن ؛ حين يستدع الحال دفع ضريبة الدم عن أهل الوطن .

لم يتاجر بعسكريته ولم يستغل الفرصة عندما اختل توازن الحاكم ولم يسارع بالإستيلاء علي السلطة ؛ وكان هذا متاحا له ؛ بل طلبه منه زملاؤه القواد ؛ ولكنه دفع السلطة بعيدا عنه وقال ما حسبه الوطن له :
" لا سلطة بواسطة إنقلاب آن الآوان أن يختار الشعب حاكمه ؛ الحكم ليس من مهام الجيش ؛ وظيفة الجيش حماية الدولة ؛ لا ؛ الاستيلاء علي السلطة ؛ ولا حماية شخص الحاكم أو نظامه وأشخاص سلطته ؛ علي الحاكم أن يدير الدولة لا أن يملكها ؛ ويحول أهلها إلي رعايا " .

وخلال فترة خدمته كان قد أجاد في عسكريته وحقق إنجازات تحسب له وإن غبنها الحكام ؛ وقد كان غبنه الأكبر أنهم لم يمكنوه من قيادة كل جيوش الوطن وخصوصا عندما حدثت المحنة الكبري لجيش الوطن .

وقد عاش تحت ظن حقيقي بأنه القائد دائما ؛ وكان قد كون عقيدة عسكرية خاصة به ؛ وقد عاش وفيا لعسكريته ؛ يبثها في ضباطه وجنوده ؛ متفردا عن كثير من زملائه ؛ حتي صار فريدا ؛ وفي حفل وداع خدمته العسكرية أراد أن يقول كلمته الأخيرة كجندي ؛ صار عليه أن يتقاعد ليس بناءً علي رغبته فقد كان في قمة نضجه كإنسان وفي قمة لياقته كمحارب وقد بوغت بسؤال من أحد ضباطه الذي كان بالفعل يودعهم بعد أن أنفصم وتداخل "الرباط" عندما حدث الصدام بين القائد العام والقائد الأعلي ؛ كان السؤال الذي كان لا مفر من الإجابة عليه ؛ عن العدو الآن ومن هو العدو وما هي عقيدتنا العسكرية وكيف تتكون العقيدة العسكرية لجيش من الجيوش وهل تنفصل أهداف الجيوش عن أهداف الدولة ؟؟ .

فقال بصدقه المعتاد وصراحته الدائمة : "بعد كل هذا العمر في الخدمة وكل سنوات العمل والقيادة ؛ لن أستطيع أن أعرف من العدو ؛ فالعدو هو الكائن الهلامي ؛ الذي يتخلق تحت ظروف مختلفة وغير ثابتة ولكن إذا ما أستقر اليقين علي وجود " عدو " يتربص ؛ فإني أوجه نصيحة :
" لا تدع العدو يقترب ؛ أقتله علي بعد ألف ميل قبل أن يقترب ؛ أقتله علي بعد ألف خطوة قبل أن يخترق ؛ أقتل العدو علي بعد ألف ساعة من تحصنك ؛ أقتل العدو علي بعد قرن أو سوف يكون هو قاتلك إن لم تحارب عدوك في أرضه وليس علي أرضك وإن لم يكن للعدو أرض فاقتل وجوده في داخلك " .
كان حادث وفاته الغامض ؛ بعد حفل وداعه الذي قال فيه كلماته الأخيرة الصريحة ؛ وقد خلده قاتلوه وقد ربطوا بين كلماته تلك وبين مقتله ؛ فأصبحت كلماته تلك هي أفضل ما يشير إلي فهمه للعسكرية وأوضح ما يجسد تضحيات حياته .

كان الحادث الذي أودي بحياته اغتيالا غامضا مدبرا ؛ وكان علي الأرجح له علاقة بكلماته الأخيرة ؛ وقد أدوا له من قتلوه خدمة لا تقدر بثمن رغم قيامهم بقتله وإنهاء حياته ؛ فقد جعلوا كلماته الأخيرة خالدة وتذكر به وتعلي من مفهوم العسكرية الذي تبناه طوال حياته .