«المنفيون من جنة النقل».. فهل تعجل «عرفات» باستقالته؟!
►هل تعجل"عرفات" أم أنه مذنب
►"النقل وزارة سحق المواطنين..سجلها حافل بالإقالات
«دماء على قضبان سكك حديد مصر»، تلك هى حكاية المصريين مع القطار، يتبعها صراخ وعويل، يتخلله الآف الحكايات الإنسانية التى يشيب لها الولدان، وعلى الجانب المسئول صمت رهيب، ونعى لا يتجاوز السطور، وتصريح مستهزىء بالعقول، ودائما لم يرق إلى درجة التنفيذ منذ ستنيات القرن الماضى وحتى الآن باعتراف الوزير المستقيل "هشام عرفات.
لم يجد الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق، غضاضة فى أن يقول عبر تصريحات سابقة ، إن 80%، من جرارات السكك الحديدية لم تحدث منذ السبعينات، وأن أسطول الجرارات بالسكك الحديدية لم يُطور منذ 38 سنة، مشيرا إلى أن الهيئة تُسير 900 رحلة يوميا، وفي عام 1960، كنا نسير 699 رحلة يوميًا، وللأسف هناك أكثر من 80% من إشارات السكك الحديدية لم تطور وتحدث.
البنية الأساسية لم تُحدث منذ أيام الإنجليز
وترتيبا على هذه الدراسات التى علمها بل وصرح بها "عرفات" كثيرا، راح ليعلن عن خطة وزاراته للتطوير الذى خاصم قطاع السكة الحديد منذ أيام الإنجليز، واصفا هذه الخطة بالعاجلة، لتطوير جميع مرافق منظومة السكة الحديد بتكلفة 56 مليار جنيه حتى 2022.
وشملت الخطة العاجلة وفق ما أعلن الوزير، تطوير أسطول الوحدات المتحركة وتوريد 1300 عربة حديثة، و تأهيل 81 جرارا اعتبارا من نوفمبر 2018 وتوفير قطع الغيار بتكلفة 575 مليون دولار، وشراء 100 جرار جديد بتمويل من بنك EBRD بتكلفة 290 مليون دولار، وكذلك تصنيع وتوريد 140 عربة بضاعة طرازات مختلفة من الهيئة العربية للتصنيع بـ 543 مليون جنيه.
بالإضافة إلى تدعيم أسطول عربات بضائع السكك الحديدية بـ800 عربة جديدة، وكذلك دعم شبكة الخطوط الحالية واستكمال تجديد السكة بتكلفة 6 مليارات جنيه، فضلا عن استكمال خطة التطوير الشامل للمزلقانات الواقعة على شبكة السكك الحديدية، وتطوير وتحسين محطات السكك الحديدية بالوجهين القبلى والبحرى.
هل تعجل الوزير أم أنه مذنب
وشرعت وزارة النقل بالبدء منذ الاعلان عن خطتها التطويرية في تحديث ما تم اتلافه في السنوات السابقة، ولكن لم يكمل "عرفات" بسبب الحادث الاليم الذي وقع صباح الأمس في رمسيس.
ولعل ذلك ما يدفع لطرح سؤال مهم، هل تعجل عرفات بتقديم استقالته، وكان من المجدي أن يكمل مابدأه وماأثاره في خطة التطوير أم انه هو المذنب الوحيد في القضية.
تعد وزارة النقل من أكثر الوزارات المشهورة على الساحة بملفي الحوادث والمنفين من جنة النقل "الوزراء التي تم اقالتهم"، وتاريخ النقل حافل بالكثيرين الذين رحلوا مقالين، أو مستقلين، أو حتى فى ظروف غير معلنة.
أقيل الوزير سليمان متولي من منصبه عام 2000 بعد توليه منصب وزير النقل لمدة 20 عاماً، بسبب حادث سقوط سيدة من حمام قطار.
وفي عام 2002 أقيل الدكتور إبراهيم الدميري وزير النقل السابق، بعد توليه حقبة الوزارة خلفا لسيلمان متولي لمدة عامين، بعد حادث قطار الصعيد،كما أُقيل المهندس أحمد الشريف من منصبه، رئيسا لهيئة السكك الحديد .
يذكر أن حادث قطار العياط الأليم ، قد راح ضحيته أكثر من 350 راكبًا، فيما قال محللون وقتها إن عدد الضحايا تجاوز 1000 قتيل، وتعد تلك الفاجعة هي أسوء حادثة من نوعها في تاريخ السكك الحديدية المصرية، كما أنه صنف ضمن أسوء 10 حوادث قطارات في العالم.
وفي عام 2012 أطاحت حادثة أتوبيس أطفال بالدكتور محمد رشاد المتيني، وراح ضحية الحادث 47 طفلا و13 مصابا.
وفي مطلع 2013 أقيل الدكتور حاتم عبداللطيف وزير النقل الأسبق، بسبب حادث قطار البدرشين، والذي راح ضحيته 19 مواطنا، وأصيب 117.
وأطاحت حادثة قطار دهشور في 2013 بالدكتور إبراهيم الدميري وزير النقل السابق ، حيث اصطدم القطار بسيارة نقل وأخرى "ميني باص"، وراح ضحيته 27 شخصًا.
وفي الربع الأول من عام 2016، أقيل أحمد حامد رئيس هيئة السكة الحديد ، بسبب تكرار وقوع حوادث القطارات، وكان أبرزها حادث مزلقان العياط، والذي راح ضحيته 7 أشخاص وحادث اصطدام قطار بسيارة ملاكي وتوك توك، وأخيرا حادث اصطدام قطار بني سويف بصخرة أسمنتية.
وفي عام 2017 وقعت حادثة تصادم قطاري الإسكندرية في منطقة خورشيد، والذي راح ضحيته 41 راكبًا وأكثر من 170 مصابًا،وأطاحت الواقعة برئيس هيئة السكك الحديدية اللواء مدحت شوشة، والذي تولي منصبه مع استلام الدكتور سعد الجيوشى الوزارة.
وفي 27 فبراير 2017 استقال الدكتور هشام عرفات وزير النقل بعد حادثة قطار محطة مصر، الذي أسفر عن موت 38 مواطنا "محروقا"، و50 مصاباً، بعد نشوب حريق ضخم داخل محطة مصر استمر لأكثر من 4 ساعات ، إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار "تنك البنزين"، وأسفر عن اشتعال النيران في الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.