شخصية اليوم… الشيخ طه الفشني .. عاشق التواشيح والابتهالات !
يعد الشيخ طه الفشني أحد أعلام قراء القرآن والمنشدين المصريين الذي أسس مدرسة فريدة في التلاوة والإنشاد الديني في العالم الإسلامي.
ولد الفشني عام 1900م في مركز الفشن بمحافظة بني سويف ‘ تعلم في الكتَاب وحفظ القرآن ثم التحق بمدرسة المعلمين وأكمل تعليمه بها وعُرف عنه عذوبة صوته فاُسند إليه القراءة اليومية للقرآن في الطابور وحفلات المدرسة ولكن كان طموح والده أن يكمل ابنه دراسة القضاء الشرعي وبالفعل ذهب الشيخ طه الفشني إلى القاهرة للالتحاق بمدرسة القضاء الشرعي إلا أن ثورة 19 كانت مشتعلة والأحداث حالت دون استقراره في القاهرة فعاد مره أخرى إلى بلده الفشن وأخذ يحيي السهرات في المأتم كقارئ للقرآن في بلده والقرى المجاورة وذاع صيته.
ولكنه عاود السفر إلى القاهرة مرة أخرى ليلتحق بالأزهر وغرضه هذه المرة أن يتعلم فنون القراءات لأنه وجد نفسه وصوته يتجه به لذلك وحصل بالفعل على إجادة علم القراءات وأتقن علوم التجويد.
وأثناء دراسته في الأزهر اتخذ من حي الحسين مسكنا له وكان قريبا منه في السكن الشيخ على محمود ملك التواشيح الدينية وكان للشيخ على محمود فرقة تواشيح خاصة فعرض على الشيخ طه أن ينضم لبطانته وتعلم من الشيخ على الطرب وبكثرة تردده على حلقات الإنشاد الديني نبغ وأصبح المؤذن الأول لمسجد الإمام الحسين كما كان يرتل القرآن في مسجد السيدة سكينة واشتهر بقراءته لسورة الكهف يوم الجمعة وكذلك إجادته تلاوة وتجويد قصار السور. وفي أحد الليالي بحي الحسين عام 1937م أقيمت حفلة ضخمة وكان يحضرها سعيد باشا لطفي رئيس الإذاعة المصرية وبعد الاستماع لقراءة الشيخ طه انبهر به سعيد باشا وطلب منه الانضمام للإذاعة المصرية لكي يأخذ صوته فرصته وبالفعل ذهب الشيخ طه للإذاعة وأجرى اختبارا والتحق بالإذاعة المصرية سنة37 وقدرت لجنة الاستماع صوته بأنه قارئ من الدرجة الأولى الممتازة وكان مخصصا له قراءة ساعة إلا ربع في المساء في الإذاعة المصرية.
وكان دخول الشيخ طه الفشني الإذاعة فرصة مهمة لانتشار اسمه وإذاعة قراءته في كل مكان في بر مصر وتلازم مع الشيخ مصطفى إسماعيل في السهرة الرمضانية التي كانت تقام في السرايا الملكية عند الملك فاروق وعلى الرغم من علو نجمه في عالم تلاوة القرآن إلا أنه استمر كمنشد ديني وحانت له الفرصة عندما مرض الشيخ على محمود فحل محله في حفل الإنشاد الديني الذي تنظمه الإذاعة كل شهر ولكنه رفض طلب الإذاعة إلا بعد موافقة الشيخ على محمود .
وازدادت شهرة طه الفشني في فن الإنشاد الديني مما دعاه أن ينشئ فرقة خاصة به للإنشاد الديني عام 1942م مع استمرار عمله كمقرئ.
وكان الملك فاروق يحرص على حضور حفلاته حيث تم اختياره لإحياء ليالي شهر رمضان بقصري عابدين ورأس التين وكان القارئ المفضل للزعيم جمال عبد الناصر وكذلك الرئيس محمد أنور السادات وقد قام بزيارة العديد من الدول العربية والإسلامية وحصل على أوسمة من تلك الدول وعندما زار السعودية تم رفع الأذان بصوته في الحرم المكي كما سجل القرآن للإذاعة السعودية سنة 1953م.
وعندما بدأ التليفزيون إرساله كان الشيخ الفشني من أوائل المقرئين وظهر لأول مره يوم 26أكتوبر 1963م وهو يتلو بعض الآيات من سورة مريم وبسبب إصابته بمرض في القلب في الستينيات منعه من تسجيل المصحف المرتل في الإذاعة المصرية مع الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود على البنا والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ عبد الباسط عبد الصمد.
وتكريما له بعد وفاته في الخامس من فبراير 1972م أطلق اسمه على أحد شوارع مدينة نصر بجوار مسجد الأرقم بالقاهرة.