مصطفى عثمان ”الشهيد الضاحك” .. ”دبابة الشرطة” في ذكراه الأولى… صور

عندما نتحدث دائما عن ابطال صدقوا مع الله كانت سيرتهم كالنسيم الذي يداعب جبين ذويهم او المواطنين المخلصين لوطنهم وجنوده سواء من القوات المسلحة او من الشرطة الباسلة وعندما نتحدث عن شهيد يزداد الفخر ودموع التباهي التي تتناثر كاللؤلؤ المنثور علي المكان الحسن الا وهي روح فاضت وصعدت الي بارئها مطمئنة برغم تركها خلفها والد ووالدة وزوجة ترملت واطفال يتموا في ايامهم الاولى .
شهيد اليوم في ذكراه هو الشهيد الضاحك مصطفى عثمان ابن العائلة الكريمة التي سلمت امرها الي ربها راضية بقضائه وقدره فهو معروف بين الجميع بانه كان نعم الإبن البار و الأخ الحنون و الزوج المخلص و الأب الذي لا يعوض، فعرف الشهيد بقضاء الحوائج لاهله و جيرانه و اصدقائه و سيرته خير شاهد
ولد الشهيد الضاحك في 21 يونيو 1993 بمحافظة أسيوط، التحق بكلية الشرطة عام 2011 وتخرج منها في عام 2015 حصل علي فرقة أساسيات الضبط والاقتحام بالعمليات الخاصة ، ثم حصل علي فرقة الأسلحة المعاونة ضباط.
تزوج النقيب الشهيد مصطفي من السيدة ميادة أحمد وأنجب محمد وماسة ولدت عقب استشهاده، ووالده هو اللواء بالمعاش محمد عثمان سيد مساعد مدير أمن الأقصر سابقا حيث كان والده المثل الأعلى له واقتداءا به اصر علي الالتحاق بكلية الشرطة كوالده، ومصداقا لقوله عز وجل " ذرية بعضها من بعض " الشهيد مصطفى عثمان هو حفيد الوزير فوزي عبد الحافظ أحمد منصور السكرتير السابق للرئيس محمد انور السادات ومن المعروف لدى الجميع موقفه المشرف البطولي في موقعة المنصة ومحاولته افتداء السيد الرئيس بجسده . كذلك هو حفيد السيد عمر مكرم نقيب الأشراف.
بدايته في الشرطة
تخرج الشهيد من كلية الشرطه التحق بقطاع الأمن المركزي العمليات الخاصة قطاع سلامه عبد الرؤوف قضى فيه قرابة عام حدث خلالها مواجهات عدة مع أخطر العناصر الإرهابية المتطرفه وتجار السلاح، ثم انتقل إلى قطاع أمن مركزي أسيوط بناء على رغبة الأسره حيث الإقامه .
التحق الشهيد بإدارة مكافحة الارهاب في قطاع أمن مركزي أسيوط حيث تخصصت الإداره في التعامل مع العناصر الخطرة "داعش" في المناطق الجبلية في الصعيد عامة .
شارك في عملية تطهير قرى حمرا دوم وأبوحزام الخطرة عام 2017 بمحافظة قنا وتم ضبط عدد من الإرهابيين وأسلحة كانت معدة للاستخدام ضد القوات المسلحه مثال أسلحة الاربي جية ومضاد الطائرات وغيرها كذلك عدد أطنان من المواد المخدرة.
كما شارك عام 2017 في عملية الثأر الخاصة بوزارة الداخلية في محافظةالوادي الجديد عقب الهجوم الإرهابي على كمين النقب طريق الخارجة أسيوط والذي استشهد فيه ظابط وعدد من المجندين نحتسبهم من الشهداءبإذن الله.
وفي محافظة أسيوط كانت له صولات وجولات ضد عناصر داعش في جبال اسيوط الخطرة ومن المعروف تاريخ اسيوط في احتضانها للعناصر الإرهابية منذ الثمانينات.
إلى جانب ذلك كان معتاد السفر إلى سيناء بصفه دورية ما يقرب ثلاث او أربع مرات في العام وفي كل مره يقضي فيها ما يقرب حوالي 45 يوم.
وفي مارس 2018 حصل الشهيد على شهادة تقدير لمجهوداته المتميزه في العملية الشاملة سيناء كان وقتها قد تمكن من القبض على بعض العناصر التكفيرية " داعش" الإرهابية وتسليمها للقيادات .
وعلى الرغم من أن الشهيد كان من المقرر له أن تكون خدمته في كمين الفواخرية بالعريش إلا إنه فور علمه أن زميله الأحدث منه سنا "دفعة 2017 " سوف تكون خدمته في كمين الصفا ،وهو الأخطر مقارنة بكمين الفواخريه، قرر البطل الشهيد مصطفى محمد عثمان تبديل الأكمنه ليصبح المقر الجديد لخدمته هو كمين الصفا "كمين إستشهاده "
وفي يوم 18 يونيو عقب وفاة المعزول محمد مرسي العياط ، اعلنت ولاية سيناء وحركة حسم الإرهابية انها سوف تثأر لموت العياط المعزول وانه سيكون هناك هجمات على أكمنة ومرتكزات أمنيه وبالفعل هذا ما حدث بعد اسبوع فقط من بياناتهم.
يوم الاستشهاد
وفي يوم الثلاثاء الموافق 25 يونيو 2019 حوالي الساعة التاسعه مساءا قامت سياره مفخخة عليها عناصر إرهابية ترتدي الزي العسكري يتقدم السيارة شخص حامل لحزام ناسف ومن خلفه عنصر أرهابي آخر لتأمين وصول الإرهابي المفخخ الى قلب الاكمنة الأمنية المستهدفه وكذلك منطقة السوق و الموقف والمسجد الخاص بمنطقة الرفاعي.
قرر الشهيد البطل مصطفى عثمان تخلية تماما عن حرم الكمين الخاص به وخروجه منفردا بعيدا عن الكمين ومواجهته تلك العناصر الإرهابية في الخارج ليقلل عدد الضحايا من زملائه وكذلك المدنيين.
وبالفعل نجح الشهيد في قتل الإرهابي المرتدي للحزام الناسف قبل تمكنه من التفجير إلا إن إرهابي آخر جاء من خلفه وإطلق الرصاص على الشهيد ، وعلى الرغم من إصابة الشهيد الخطرة لأنها كانت عن قرب ،أكمل الشهيد التعامل فقتل الإرهابي الآخر الذي أصابه بطلقات استشهاده.
ولم يكتفي بذلك وحسب، استخدم الشهيد باقي الذخيرة في سلاحه وفتح النار على العناصر الإرهابية على السياره المفخخة و أصاب من أصاب وقتل من قتل إلى أن ارتقى شهيدا ومن خلف الشهيد البطل خيره الظباط والجنود الذي أكملوا التعامل بمنتهى الشجاعه والحسم حتى وصول الدعم .
بعد وصول الدعم حاولت سيارة الإسعاف من نقل الشهيد والمصابين إلي مستشفى العريش إلا أن تعامل العناصرالإرهابية على سيارة الإسعاف حالهم دون ذلك، إلى ان آتى لواء جيش متنكرا بسيارة ربع نقل ليتمكن من الخروج بالشهيد والمصابين ولكن كان ارتقاء روح الشهيد خلال دقائق في قلب الكمين فقط ليمكنه ربه من الاخذ بثأره ليسعده ويسعدنا به . {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب}.
الشهيد مصطفى الإنسان
قبل إستشهاده بدقائق أصرالشهيد على صلاة العشاء في جماعه في مسجد الرفاعي ثم مصادفة عقب خروجه من المسجد سألته سيده المساعده فأعطاها من فضل الله عليه محاولا إخفاءه المبلغ المالي حسب شهادة أحد المجندين حتى تكون هذه خبيئته مع الله عز وجل ثم بعد ذلك كان كرم الله الأكبر عليه فنال الشهادة التي طالما تمناها مقبلا ولله الحمد، ويشهد الله إنه طوال مدة خدمته لله والوطن كان يحترم الكبير ويعطف على الصغير ويكرم النساء ويرحم الحيوان حتى لو كانوا من عدوه كما وصى رسول الله صل الله عليه وسلم.
لقب بدبابة الشرطة
كانت قيادات الشهيد وكذلك زملائه يلقبونه "بالدبابة" حيث إنه كان يصر دائما أن يكون أول المقتحمين في أي عملية أمنية كذلك لحسه الأمني العالي في تحديد العنصر الإرهابي الخطر للخلاص منه والقضاء عليه مثل ما حدث في عملية إستشهاده.
وفي شهادة أخرى لأحد المجندين ممن خدموا مع الشهيد مصطفى عثمان في سيناء، انه ذات يوم قامت أحد العناصر الإرهابية بإطلاق الرصاص على أحد المجندين فقام الشهيد مصطفى بإخراج المجند من مكانه في الخدمة وجلس هو مكان المجند ليتلقى هو الخطر بدلا عنه.
لقب الشهيد الضاحك
لقب الشهيد مصطفى عثمان "بالشهيد الضاحك" من الشعب المصري والصحافه المصرية وذلك لضحكته التي كانت لا تفارق وجهه وحتى بعيدا عن الصور.
تكريمه
بعد إستشهاده تم تكريم الدولة له بإطلاق محافظة اسيوط اسمه على ميدان الحمامة في شارع الهلالي اكبر ميادين محافظة اسيوط و ذلك حيث مقر نشأته
إطلاق اسمه علي مدرسة بملوي
كذلك قامت محافظه المنيا بإطلاق إسمه على مدرسة التحرير الابتدائيه في مركز ملوي ؛ حيث مسقط رأس والده .
الشهيد مصطفى في عين زوجته
أكدت ارملة الشهيد الضاحك مصطفى عثمان السيدة "ميادة أحمد" انها "فخورة بيك يا حبيبى أنى بقيت أما لأولاد شايلين اسمك، فخورة أنى بقيت حرم الشهيد النقيب مصطفي محمد عثمان، اسم هفتخر بيه طول عمري، وهفضل أحكى عنك للناس كلها، وعن إنجازاتك وعن رجولتك وحبك للناس.
وأضافت ربنا يبارك لك، فى ابنك محمد والطفل الجاى بإذن الله، حتشوفهم زى ما كنت عايز تشوفهم، ربنا يقدرنى وأحقق لك كل اللى كان نفسك فيه، طلبتها ونولتها فى الجنة ونعيمها يا حبيبي، أستودعك الله الذى لا تضيع ودائعه".
تاريخ الاستشهاد
لقب اطلق علي نسر محافظة أسيوط الشهيد الضاحك النقيب البطل مصطفي عثمان الذي استشهد في يوم 25 يونيو 2019 في منطقة كمين الصفا بمنطقة الرفاعي العريش شمال سيناء مبتسم الوجه، حيث كان يوم ملأه الغيوم والحزن الشديد والصدمة علي سماء الجمهورية والاتشاح بالسواد في المحافظة، لفقدان اسطوره لن تتكرر ، بطل استطاع ان يحفر اسمه بماء من ذهب على صفحات التاريخ ، واجه الإرهاب الأسود ببسالة وشجاعة متناهية، شهيد الواجب والكرامه والعزه والشرف.
دمت ياشهيد يابطل طيب الذكر والآثر .