أبو العلا: إهمال الحكومة للعشوائيات يجعلها ملاذاً للإرهابيين والمجرمين، والمدمنين، والأعمال المنافية للآداب و”عشوائيات الترف” مفهوم جديد وواقع نلمسه

نظمت كلية الآداب بجامعة المنصورة، أول أمس السبت محاضرة بعنوان "مشكلة العشوائيات والتلوث في مدينة المنصورة"، وتعد تلك المحاضرة أولى فعاليات "مهرجان 800 سنة منصورة"،والذي يقام تحت رعاية الدكتور أشرف عبدالباسط، رئيس الجامعة ، وريادة الدكتور رضا سيد أحمد عميد كلية الآداب، وكان مقرر تلك الندوة كل من الأستاذة الدكتورة دينا أبو العلا، أستاذ ورئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب، والدكتور ياسر الجمل، مدير إدارة الإعلام والتوعية البيئية التابعة لجهاز شئون البيئة بإقليم شرق الدلتا، وبحضور لفيف من أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بجامعة المنصورة بالإضافة لعدد من طلاب الجامعة.

جدير بالذكر أن هذا المؤتمر سوف تستمر أعماله حتى 21 فبراير الجارى.

ومن جانبها فقد أشارت الأستاذة الدكتورة دينا أبو العلا خلال كلمتها التى ألقتها في الندوة إلى أن قضيتي العشوائيات والتلوث بعدان من أهم المشاكل الخطيرة التي تواجه مصر عامة والدقهلية بوجهٍ خاص. مضيفةً في الوقت نفسه إلى وجود 65 منطقة عشوائية بمحافظة الدقهلية، لعل من أبرزها "عزبة الصفيح" و"عزبة الشحاتين" كلتا القريتين الكائنتين بأطراف مدينة المنصورة.

كما تطرقت" أبو العلا"خلال الندوة إلى التعريف بمفهوم العشوائيات، حيث عرفتها بأنها هي المناطق غير المنظمة وغير مخططة تقام غالباً على أطراف المدن وتفتقر إلى كامل الخدمات بسبب الهجرة المتزايدة من الريف إلى المدن من جانب محدودي الدخل الذين يميلون للعيش في مناطق أقرب من حيث المستوى الاجتماعى للمناطق التي كانوا يحيون فيها بالقرى.

مشيرةً في الوقت نفسه إلى تنمامى ظهور نمط جديد مستحدث من العشوائيات سمي ب "عشوائيات الترف" وهي عبارة عن أبراج تقطنها طبقة ذات مستوى اقتصادي واجتماعي مرتفع وتتمتع بكافة الخدمات تقام غالباً على أطراف المدن،لكن الأراضي المقامة عليها وبعض الخدمات التي تتمتع بها تم الحصول عليها بطرق غير مشروع.

وقد أرجعت رئيس قسم علم الاجتماع السبب في ذلك إلى عدة عوامل كان أهمها غياب رقابة الدولة، وانتشار الفساد في بعض المجالس المحلية.

وفي سياقٍ متصل أفادت أبو العلا بأن العشوائيات تعد من العوامل التي تعوق اكتمال لوحة الجمال الخاصة بمدينة المنصورة نظراً للأضرار الهائلة المترتبة على وجودها مثل تجمع الإرهابيين والمجرمين، والمدمنين، والأعمال المنافية للآداب، نتيجة بعد الجهات الحكومية عنها. فيما ألمحت أبو العلا في كلمتها إلى أن علاج هذه المشكلة قد يتم بواسطة الحكومة من خلال نقل سكان العشوائيات لمناطق جديدة آدمية حتى يتم الانتهاء من تطوير هذه العشوائيات، بالإضافة إلى تضافر جهود المجتمع المدني مع جهود الحكومة من خلال إيقاظ الضمير الجمعي للمواطنين بعدم استسهال واستباحة كل شيء لأن العشوائيات ليست قاصرة على السكن فقط، بل تمتد إلى التفكير والثقافة التي تمثل دليل تعامل المواطنين مع مختلف المواقف الحياتية.