دار الشروق تنشر من بين سطور كتاب ”المسألة المصرية من بونابرت إلى ثورة 1919”
قبل الاحتلال الإنجليزي بفترة وجيزة، كانت مصر مستقلة استقلالًا فعليًا، وكانت السيادة التركية عليها مجرد سيادة اسمية. ولم يتغير هذا الوضع عند نشوب الحرب العالمية الأولى: فإنجلترا لم تكن لها أية حقوق على مصر، وأوربا لم تعترف أبدًا لا بالحقوق التي سلبتها إنجلترا من مصر بالقوة، ولا بوضع إنجلترا في بلدنا. كان "الاتفاق الودي" سنة 1904، بين إنجلترا وفرنسا يلزم فرنسا بأن تترك إنجلترا تتصرف بحرية في مصر.
ولكن هذا الوفاق ليس إلا تسوية خاصة لا يترتب عليها أي تعديل في وضع مصر من وجهة النظر الدولية.
لكن أعطت الحرب العالمية الأولى الفرصة لإنجلترا لوضع اللمسات الأخيرة في غزو مصر واستعبادها: ففرضت الحماية عليها يوم 18 ديسمبر سنة 1914.
على الرغم من تصريح اللورد كرومر في 1907 بأن "الحكومة البريطانية لا تنوي تغيير الوضع السياسي لمصر"!
من كتاب "المسألة المصرية من بونابرت إلى ثورة 1919" محمد صبري السوربوني بين السطور دار الشروق.