وصف نجيب محفوظ لجنازة الزعيم مصطفى النحاس

يصف نجيب محفوظ جنازة الزعيم مصطفى النحاس، في عهد الزعيم جمال عبد الناصر، فيقول: "وارتفع صوت في الراديو ينعي أثرًا من آثار الماضي، جَهِلَهُ الجيل الجديد، وعرفته قلة كرمز للخيانة.
نعى الراديو مصطفى النحاس... كانت الجنازة انفجارًا بركانيًا غير مسبوق بإنذار. شاهدها "محمد" من شرفة المكتب بشارع "صبري أبو علم" فذهل ولم يصدق عينيه. وتساءل: ــ كيف حصلت هذه الأسطورة؟! أي طوفان من جموع بلا نهاية؟ أي هتافات تتطاير بشواظ القلوب؟ أي دموع تترقرق في الأعين؟ أي حزن يغشى الشيوخ والشباب؟ أجل، والشباب أيضًا؟ وتساءل محمد: - من أين جاء هؤلاء الشبان؟ كيف فرضت هذه الزعامة نفسها على القلوب ساعة الوداع بعد أن توارت عن السمع والبصر وغطتها أيدي الرقباء برداء النسيان. أمازال للوفد مريدون بهذا العدد؟ هل انضم إليهم كل محب للحرية ومحروم منها؟! اضطربت الجموع في أسى عميق حميم شامل وكأنما تنعي الدنيا والأمل الوحيد.
من رواية "الباقي من الزمن ساعة" عن دار الشروق
واقرأ. . إصدار كتاب ”نساء الأسرة العلوية ودورهن في المجتمع المصري” عن دار الشروق