”كتاب باذبين” جديد علي محمود خضير عن دار الرافدين
في المدن النائية، البعيدة عن أضواء الحياة العصرية، هناك حياة غنية وخاصّة تستحق أن تُعرف.
لعل هذه إحدى الخلاصات الكثيرة التي ستخرج بها وأنت تقرأ جديد الشاعر العراقيّ علي محمود خضيّر الذي صدرت حديثاً آخر أعماله عن "دار الرافدين للنشر والتوزيع" بعنوان "كتاب باذبين".
يختار الشاعر مدينة جنوبي العراق هي "علي الغربي" كان قد عاش طفولته فيها ليكوّن منها مرجعية شاملة لنصوص الكتاب، مازجاً بين الشعر والسرد وأطياف من سيرة الكاتب والمكان. يروي الكتاب قصة عجائبية يعود فيها الطفل الى مدينته الضائعة، طاوياً الأزمنة ومتنقلاً داخلها، يبحث عن جذور المدينة التي بنيت على انقاض مدينتين سبقتها في العصور الغابرة هي "المنصورة" و"باذبين"، والأخيرة كلمة مشتقة من كلمتين باللغات القديمة هي"باذ" و"بين" وتعني "تل البيادر"، وخلال عودته يعرض في لوحات/نصوص طبيعة حياة تكاد تنقرض مثلتها المدن الصغيرة التي بنيت على أكتاف نهري العراق.
سنقرأ عن النساء في الحقول ووراء ماكنات الخياطة وتحت شموس السخرة والرجال في الجبهات والقرى والأسواق مثلما نقرأ طيفاً واسعاً من العادات والأساطير والعجائب الصغيرة ذات الدلالات الموحيّة. وتستند نصوص الكتاب على خيط من السيرة، لا سيرة الكاتب فحسب، بل سكان "باذبين/علي الغربي" وهم في الغالب هامشيون في الحياة يدفع بهم المؤلف ابطالاً لحكاياته، كأنه يدافع عبر الكتاب عن وجودهم ووجود المدينة.
علي محمود خضير من مواليد 1983 و"كتاب باذبين" عمله الرابع بعد:"الحالم يستيقظ"، "الحياة بالنيابة"، "سليل الغيمة"، يعمل في مجال الصحافة والتحري الأدبي، ترجمت أشعاره إلى أكثر. أعد وقدّم مؤخراً "الأعمال الشعرية الكاملة" لبسام حجار والتي صدرت عن دار الرافدين ومنشورات تكوين.
واقرأ .. سحر الموجي تدرب السيدات في ورشة ”سيشت” على كتابة القصة القصيرة