أفاد للدكتور أنس الخلايلة،عميد كلية الشريعة بجامعة الزرقاء بالأردن، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- اختصر دعوته فقال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" .
وأشار "الخلايلة" في حوار خاص للديار علي هامش مؤتمر "دور الشريعة الإسلامية في ترسيخ القيم المجتمعية"، الذي عقدته كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، إلي أن النبي جاء إلى مجتمع جاهلي فيه أخلاق فاضلة فعزز هذه الأخلاق، ووجد أخلاق تحتاج إلي تصحيح فصححها، وكانت هناك أخلاق منعدمة في المجتمع الجاهلي فأحياها النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعا الناس إليها .
وأكد أن حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- مثلت منظومة أخلاقية رائعة، يستطيع أي مسلم أن يرجع إليها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم يمثل القدوة للمسلمين في أخلاقهم وحياتهم، مضيفا: أن النبي علم الأخلاق الصحيحة لأصحابة، والصحابة علموها للتابعين، وأننا في المجتمع الإسلامي بحاجة إلى أن نركز على منظومة الأخلاق التي تنبثق من الشريعة الإسلامية التي مصدرها الكتاب والسنة، حتي يعاد للأمة الصدارة والريادة، وأن الدول الإسلامية إنما دخلها الإسلام عن طريق القيم المتمثلة في العدل والصدق والأمانة .. وغيرها .
وبين أن القيم تراجعت في مجتمعنا وكان من أسباب ذلك انتشار وسائل التواصل دون ضوابط معينة، مشيرا إلي أنه يجب أن نتعرف بهذا التراجع وألا نكون ممن وضع رأسه في الرمال، فعلينا نشر القيم على وسائل والعمل علي إحيائها وترتيب الأولويات في منظومة الأخلاق وإعادتها إلى الصدارة في المجتمع، وتسليط الضوء على النماذج المضيئة والمهمة في المجتمع الإسلامي منذ بعثة النبي-صلى الله عليه وسلم- وحتى وقتنا المعاصر .
وبالنسبة للمناهج التعليمية وأثرها على القيم، قال عميد الشريعة بجامعة الزرقاء: أن المناهج التعليمية في العالم الإسلامي - بدء من رياض الأطفال وحتى المرحلة الجامعية- تحتاج إلي إعادة ترتيب الأولويات فيها، وتنقيتها تنقية سليمة تحيي الأخلاق وتركز عليها في مجتمعنا .
واختتم، ناصحا أولياء الأمور: إن الله استرعاكم رعية فعليكم أن تحافظوا عليها، وأن ترسخوا القيم التي دعا إليها رسول الإنسانية .