لمحات من تاريخ صالح سليم
18 عامآ علي الرحيل وبرغم ذلك مازال حيآ في قلوب وعقول الجميع ببطولات ومواقف لا حصر لها سواء داخل القلعة الحمراء أو خارجها ، هو أسطورة كرة القدم والإدارة في مصر بل في العالم صاحب أهم شعارات ومبادئ للشياطين الحمر ،الرجل الذي ترك علامة لا يقدر الزمان محوها إنه الرائع إبن حي الدقي بالجيزة"صالح سليم" ، ولد محمد صالح سليم في 11 سبتمبر 1930 بمحافظه الجيزه ، والده كان من رواد أطباء التخدير في مصر ، ووالدته في زين الشرف ووالدها كان من أشراف مكة المكرمة ، هو الأول من بين إخوته ف من بعده عبد الوهاب سليم وطارق سليم وتزوج صالح سليم عقب حصولة على بكالوريوس التجارة من زينب لطفي وأنجب منها هشام سليم وخالد سليم .
كان صالح سليم منذ صغره وهو يعشق الكرة وكان دائما يمارس هوايته مع الاطفال بالحي ثم انضم لفريق مدرسه الأورمان الإعداديه ثم منتخب المدرسة الثانوية وهي مدرسه السعدية ، بدأ صالح سليم بالألتحاق بصفوف الناشئين بالنادي الأهلي 1944 ، كانت أول مباراة يلعبها أمام المصري 1948 و أحرز هدف الفوز ، لعب أول مباراة رسمية له مع النادي الأهلي في أول بطولة دوري رسمية عام 1948 أمام نادي الجالية اليونانية بالإسكندرية ، ونجح وأثبت موهبته و صعد للفريق الأول نفس العام حتى 1963 انتقل إلى الإحتراف في فريق جراتس بالنمسا ثم عاد مره اخرى بعد اربع اشهر فقط من انتقاله إلى النادي الأهلي أكمل مسيرته في النادي ثم اعتزل في عام 1967.
لم تتوقف مسيرته بالإعتزال بل أصبح مدير للكرة عام 1971 الى 1972 ثم خاض الانتخابات مرة آخرى و فاز برئاسه مجلس إدارة النادي الأهلي 1980 حتى عام 1988 ، ثم ترك الفرصه لغيره ثم عاد سريعا للرئاسه 1990 وذلك نظرا لسوء نتائج النادي الاهلي حتى عام 1992 وكان شعاره المعروف في النادي الأهلي هو (الأهلي فوق الجميع) ومقولته الشهيرة (الأهلي ملك لمن صنعوه ، ومن صنعوه هم مشجعوه) واستطاع نشر الإستقرار داخل النادي الأهلي ونال حب واحترام مشجعي الكرة في مصر وليس النادي الأهلي فقط.
وكان صالح سليم له مشوار فني أيضاً كانت شعبيته هي التي أدخلته السينما حيث شارك في فيلم "السبع بنات" و "الشموع السوداء" أمام الفنانة نجاة الصغيرة و شارك في فيلم "الباب المفتوح" أمام سيدة الشاشة فاتن حمامة و كان يطلق الكثير من العروض الفنية واعترفوا بموهبته الفنية ولكنه كان يرفض كل العروض مؤكدا أنه غير ناجح على الصعيد الفني وعاد لمعشوقته الأولى والأخيرة وهي كرة القدم.
كان له الكثير من الإنجازات حيث حقق مع الأهلي 22 من مختلف البطولات حيث فاز بالدوري المصري في 11 مناسبة وكأس مصر 8 مرات ومرة كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961 ودوري القاهرة عامي 1950 و 1985 ، وصاحب الرقم القياسي لعدد الأهداف التي أحرزها لاعب في مباراة واحدة بعدما أحرز 7 أهداف دفعة واحدة في مرمى الإسماعيلي عام 1958.
بدأت رحلة صالح سليم مع مرض سرطان الكبد عام 1998 عندما كان يقوم بفحوصات دورية لدى طبيبه، وعلم أنه مصاب بمرض السرطان، وعند مناقشته لأطبائه لبدء العلاج أخبروه أن الورم السرطاني الذي ظهر في نصف كبده لا يمكن إستئصاله لأن النصف الآخر من كبده مصاب بتليف بسبب إصابته في وقت سابق من حياته بفيروس سي ، وكان سنه لم يسمح بإجراء زراعة الكبد ، فانتشرت الخلايا السرطانية إلى خارج الكبد وانتقلت إلى الأمعاء فاضطر الأطباء إلى إجراء عملية استئصال لأجزاء من الأمعاء، لكن ساءت حالة صالح الصحية ودخل في "غيبوبة متقطعة" إلى أن وافته المنية صباح يوم السادس من مايو عام 2002 عن عمر يناهز 72 عاماً، وشيع جثمانه مئات الآلاف من المصريين.