الذكرى الثانية لرحيل صوت المقاومة الفلسطينية ريم بنا
ريم بنا مغنية وملحنة فلسطينية،وموزعة موسيقية وناشطة، وُلدت بمدينة الناصرة عاصمة الجليل بفلسطين ، وهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ، وتوفيت منذ عامين في 24 مارس 2018 بمدينة الناصرة ، بعد صراع طويل مع مرض السرطان الثدي ، حيثُ كانت قد أُصيبت به منذ تسع سنوات، وأعلنت توقفها عن الغناء في 2016 .
درست ريم بنا الموسيقى والغناء في المعهد العالي للموسيقى في موسكو، وتخرجت عام 1991 بعد 6 سنوات أكاديمية درست خلالها الغناء الحديث ، وقيادة المجموعات الموسيقية ، لها عدة ألبومات موسيقية يطغى عليها الطابع الوطني ، و لها عدة ألبومات أغاني للأطفال ، ولها العديد من المشاركات في احتفاليّات ونشاطات عالمية لنصرة حقوق الإنسان ،و يتميز أسلوب ريم بنا الموسيقي بدمج التهاليل الفلسطينية التراثية بالموسيقى العصرية. وتحمل ريم رسالة فنية واضحة في موسيقاها ، وهي تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني خاصة الضفة الغربية، وإحياء التراث الفلسطيني ، كما كانت تطمح إلى تحقيق عدة أهداف منها رفع مستوى الأغنية العربية الفلسطينية التراثية وغير التراثية إلى مستوى الأغنية العالمية وتنمية القدرة على الاستماع إلى الموسيقى والغناء الرائج إلى مستوى عربي ودولي مناسب إلى جانب تحرير الأغنية العربية من المؤثرات السلبية .
قدمت ريم بنا من بين ألبوماتها ألبوم ألبوم " مرايا الروح " الذي كُرس لجميع الفلسطينيين والمعتقلين العرب السياسيين في السجون الإسرائيلية، والذي اختلف أسلوبه عن كل أعمالها السابقة ، وتم إنتاج الألبوم بالتعاون مع خمسة من النرويجيين العاملين بمجال الموسيقى، وما يميز هذا الألبوم هو امتزاج أسلوب الغناء الغربي المُسمى بوب (pop) مع اسلوب الغناء الشرقي والبنية الصوتية الشرقية إلى جانب الكلمات العربية بالرغم من اختلاف اسلوبها الغنائي هذا عن سابقيه، ظل محتوى المضمون الغنائي ثابتاً ،وتضمن الألبوم أغانِ اتسمت باليأس والأمل عن حياة هؤلاء الذين يكافحون للعيش، وكذلك أغنية عن الزعيم والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بطريقة مدروسة وخفية
اكتسبت ريم شهرتها في أوروبا بعد أن دعاها المنتج النرويجي اريك هيليستاد لمشاركة المغني كاري بريمنس الغناء في ألبوم "Lullabies from the Axis of Evil" " تهويدات من محاور الشر "عام 2003 بعد ذلك ذهبت ريم إلى أوسلو بعد أن قبلت دعوة كاري بريمنس بالذهاب إلى هناك حيث قدم المغنيان عرضا مشتركا ،وثم ألبوم "رسالة موسيقية ضد الحرب إلى الرئيس الأمريكي بوش من مغنيات من فلسطين والعراق وإيران والنرويج" جمع هؤلاء السيدات معاً وأخريات من كوريا الشمالية وسوريا وكوبا وأفغانستان، لغناء تهويدات من ثقافاتهم في شكل ثنائي مع عرض أغانيهم باللغة الإنجليزية مما ساهم في وصول الأغاني إلى قلوب الجمهور الغربي.
كان ألبوم " صوت المقاومة "آخر ألبوم للراحلة ريم بنا، وضمّ 15 أغنية، 14 منهم قامت هي بكتابتهم، وأُطلق بعد شهرين من وفاتها في مركز "يابوس" في القدس ، و آخر أعمالها كانت سلسلة حلقات "خاطرة في القاطرة" هي آخر ما قدمته ريم بنا على منصة التواصل الاجتماعي "يوتيوب" من إنتاج قناة AJ+ عربي ، قدمت "البنا " البرنامج من وحي تجربتها الشخصية في مقاومة مرضها وخسارة صوتها الذي اعتبرته سلاحًا تقاوم فيه الاحتلال والبرنامج تضمن 6 حلقات في مواضيع مختلفة وشملت التميز، التفاؤل، المقاومة، الألوان، النجاح، الفراق نالت ريم بنا العديد من التكريمات والجوائزمنها تكريم "شخصيّة العام" وحصلت أيضاً على لقب "سفيرة السلام" في إيطاليا 1994 ،و ، درع "مسرح IBSEN القومي" (أوسلو ــ النرويج) 1996،و"درع" بلدية آلما-آتا " (كازخستان) - في آلما آتا – كازخستان، في "المهرجان العالمي للأغنية - صوت آسيا 1996 ،"وشخصيّة العام " من "وزارة المرأة" في تونس 1997 ، - "و"شخصيّة العام" من محافظ مدينة باجه – تونس 1998،و فازت الفنانة ريم بنا "بجائزة فلسطين للغناء للعام". 2000 ،و جائزة ابن رشد للفكر الحر 2003 .