جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 04:21 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الكاتبة القديرة وفاء عرفه تكتب : من سيرفع الراية البيضاء؟ إنقذوا أتيليه الأسكندرية

إحتشد جمع غفير من المهتمين بالثقافة والفنون و الأدب بالأمس، المكان هو مقر أتيليه الأسكندرية لإعتراضهم على قرار إخلاء مبنى الصرح الثقافى الكبير، تم عرض تاريخ المبنى و إنجازاته الأدبية على مر تاريخه الثقافى و الذى تعدى عمره أكثر من نصف قرن و زيادة، إتحدت الأصوات جميعاً على تصعيد الأمر للمسئولين و ساند هذا الرأي رموز من الأدباء العرب و الصحف العربية من كافة الدول الشقيقة، كما حضر أيضاً لفيف من المثقفين و الرموز الوطنية و كبار رجال القانون من شتى محافظات مصر، نحن جميعاً أصحاب الأقلام من أدباء و شعراء، أيضاً فنانين تشكليين و موسيقيين و رواد فى العمل السينمائى، كل من يرتاد هذا الصرح العظيم نهيب بالسادة المسئولين التعاون و الحفاظ على إبقاء رمز من رموز الثقافة السكندرية خاصة و مصر عامة.

الحقيقة نحن بصدد إشكالية عميقة و تساؤل مستحق، كيف لهذا الصرح الثقافى العريق أن يحمى نفسه بصفته الإعتبارية، لاشك أن من يحمى هذه الصروح الثقافية، هو نفسه من يحمى الأبنية الأثرية، أو من بيده إصدار قرارات المنفعة العامة إيذاء بناء طريق أو توسعته أو إستخدامه لأى غرض- هذا على سبيل المثال -لا الحصر من وجهة نظر واعية مسئولة عن النهوض بالفكر الراقي و سيادته على عقول أفراد المجتمع و خاصة شبابه عماد البلاد و المكلف بعمارها و الحفاظ على مقدراتها، نحن نحتاج عشرات مثل هذا الصرح الثقافى و ليس فقده، لابد من إعادة النظر فيما يخص قرار إخلاء المبني لأنه مستأجر منذ زمن بعيد، المقابل ببساطة تعويض أصحابه من قبل الدولة هى المسئول و القادر مادياً، للحفاظ على إستمرار رسالته لنشر الثقافة و الفنون بكافة إبداعاتها.

إستغاثة من مثقفى المجتمع السكندرى وصرخة من جدران {أتيليه الأسكندرية} التى لو قدر لها أن تنطق بالكلمات، ستروى لكم عن إبداعات شكلت وجدان المجتمع، و إرتقت بفكره و سلوكه على مدى سنوات طوال، كان فيها تقويم الإنسان بما يملأ به عقله من الإبداع و الفكر، هذا هو ما أطلق عليه من خلال التعبيرات المستحدثة{القوى الناعمة} نحن جميعاً نقر أن القوى الناعمة لها تأثير يفوق سنوات من التعليم و التلقين.

بالأخير نداء لمن بيده وقف هذه المهزلة، لا تجعلوا المداد يجف فى أقلامنا، و لا تغتالوا الحروف من سطورنا، و لا تمحقوا الكلمات من دفاترنا، و بحق ذكرى تراث المبدع الكاتب {أسامة أنور عكاشه} الذى كتب عن مثل هذه القضية و تحولت إلى مسلسل من روائع الدراما التلفزيونية..

إرفعوا الراية البيضاء لأجل بقاء مقر أتيليه الأسكندرية.