دكتور أحمد القيسي يكتب : يُكابر ..!

يٌكابر وهو عَطِش ..

يُكابر وهو يَذوب بنَشوَة عِطرها ..

يحاول أن يستعيد خِضامه ..تُناديه ويتردد مُكابراً ..

مسكين لقد سَكِر من أولَ وَهلَة وأنتشى بعطرِها

مُتَظاهراً نسيانها ..!

يحاول لَملَمة قواه

إعادة تنظيم كيانه ..

مسكين هوى من أول

سَكرَة حُب ..

لاتُكابر وشد سراج فَرسَك

نحوها ..

أطلق عِنانك ..

زفير أنفاسكَ المُشتهات

لها ..

ثَمِلَة حواء تُناجيك

فجود عليها بالوئام فإن

مثلها لا يبخلُ عليها بالحنان ..!

لا تُكابر ..

هيا . هيا . بادرها

بالعنان ..

تعالَي ..

فذلك الذي تُناديه شَدَ العنان ..

أدعوها سَحابَة مطر تَغدُق

عليكَ من جودِها ..

كصاعقة هيا أفرغي شُحناتِك

التي يحملها ذلك الجسد

الطَري ..

هيا أسكُني داخلي ..

أفرغي كل مُعاناتك فأنا زنزانة وأنتِ سجينتي ..

كل الفراغات التي تُركت

سأملأها ..!

ياناعمة القد أنا لم أتغاضى

ولم أُكابر ..

فأنا أهربُ من شِفاه

تُسكرني ..!

من نهودٍ كعناقيد الكروم

مُتدلية ملئ بالنَبيذ الأحمر اللاذِع ..

أهرب من خُصلات شَعرك التي تنسدلُ فوق صدري ..

ياناعمة القد ..؟!

إن تِلكَ المساحة المحصورة

بين ذِراعي تغنيني عن متسع

هذا الكون ..!

أدنو منكِ لأقول لكِ همسي

بصوتٍ خافت أني أُحبك ..

أشتهيك وأنتِ في سرور نشوتك ..!

تمهلي قليلاً ..

أُتركيني أقضم أطراف شفتيكِ من فمك ..

ألسعك بحرارة أنفاسي ..

دعيها تنصهرُ فيكِ

الروح ..

أيتُها الباسِلة المغوارة ؟!

أنتِ وحدكِ يكون فيك

كل شَيئٍ مُلتهب ..!

لم أُكابر . ولكن أُفكر

كيف أُلحد فيك ..؟!

أخشعك كخشعة العابد

الزاهد في القداس؟!

اشتاقُك شوق الضرير

للبصر ..

لم أُكابر .