عصام سليم يكتب : الأقحوانة البائسة :( حكاية صغيرة )
هي أقحوانة برية . زهرة وحيدة منسية . ولدت من حروف الأبجدية . في قحط صحراء الخواء . وشح الماء . بلا أنس ولا إرواء ...
هي راهبة بيضاء الوجه والسريرة . كما بياض الثلج . في روحها مرج من الإيمان . بأن الله لن يغض الطرف عنها . لن يحرمها من حنين الأمهات . إلى طفل ينير الدرب والأيام ...
جاءها الإلهام فجأة . وتدفق الينبوع حول مقامها . كما الأحلام . في حدوث المعجزات ...
نسجت من خيوط الشمس ثوب نضارها . وعمدت روحها في نمير الحب . وتبرجت بألوان الأماني . وبدأ النبض يغني في شغاف القلب . ففاح العطر منها في الوجود . يسري مع النسمات . يخترق الحدود . يرنو إلى ظل جديد . حميد الذكر والطلة . بلا سوء ولا علة . جميل الروح والصورة . يخرج من ومض الأفق . يأتي إليها فوق غيمات السحاب . موشحا بابتسامات الفرح ...
وبينما كانت تعيش في حضن أحلام الثمالة . مر بالقرب منها عابر سبيل . مد كفه الجاني إليها . معجبا بالمطر والألوان . أمسكها بقلب من حجر الصوان . قصفها كما الجلاد . شمها برهة . تأملها قليلا . ثم ألقاها . كما يلقي الرماد . بعد رحيل النور والنار من جسد الحطب ...
سقطت مغشيا عليها من بين السطور المبهمة . إلى قبر الهوامش والعبر . فارتسمت على شواهد حفرة دفنها . حكمة القلب الحزين . تدعو إلى عمق التأمل . في البصيرة والبصر . بين أبناء البشر ...