جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 12:53 مـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

” ماري ويلستونكرافت ” .. كاتبة وروائية إنجليزية من القرن 18 تناصر وتدافع عن حقوق المرأة

 ” ماري ويلستونكرافت
” ماري ويلستونكرافت

تعد "ماري وولستونكرافت " أحد الكاتبات البارزين في القرن الثامن عشر وهي أيضا فيلسوفة ومناصرة لحقوق المرأة و خلال حياتها المهنية القصيرة، كتبت " ماري "روايات، وأطروحات، وقصص رحالة، كما أنها كتبت عن تاريخ الثورة الفرنسية، وعن قواعد السلوك، وأدب الأطفال.

ولدت " ماري " في 27 إبريل سنة 1759 في لندن ، وكانت الابنة الاولى بعائلة كثيرة الافراد، درست الا بضعة سنوات فقط بالمدرسة، والدها كان سكيرا وأذاق افراد العائلة الأمرين هربت ماري من بيت والديها عندما كانت صغيرة جدا واشتغلت كنصف عاهرة حيث كانت تصاحب اي كان لحفلات الاستقبال مقابل مبلغ زهيد لتقتات به، بعد موت والدها مرضت امها فرجعت لمزرعتهم لتهتم بها وتساعدها، ماتت الأم وبدأت ماري في تحقيق حلمها منذ طفولتها وهو تأسيس مدرسة للبنات مع أختها الصغيرة وصديقتها أسسن مدرسة للبنات، نجحت المدرسة لكن موت صديقتها المفاجئ أرغمها على غلق المدرسة والسفر إلى ايرلندا لتشتغل كعاملة بسيطة عند عائلة ارستقراطية وثرية .

واشتهرت " وولستونكرافت " بدفاعها عن حقوق المرأة ، فقد كانت تقول أن النساء لسن أقل شأنا من الرجال ، ولكنهن يبدون كذلك فقط لأنهن يفتقِرن إلى التعليم ، كما اقترحت وجوب مُعامَلة كلًا من الرجل والمرأة على أنهما مخلوقان رشيدان، يصنعان نظام اجتماعي يقوم على العقل ،و جذبت حياة " وولستونكرافت " الشخصية الاهتمام أكثر من كتاباتها حتى وقت متأخر من القرن العشرين وبعد علاقتها غير الشرعية بكلاً من " هنري فوسيلي" و" جربلت إملاي " التي أنجبت منه ابنتها فاني املاي ، تزوجت وولستونكرافت من الفيلسوف ويليام جودوين الذي كان من الأشخاص المؤثرين بشدة في الحركة اللاسلطوية ، وتوفيت في الثامنة والثلاثين من عمرها، بعد عشرة أيام فقط من إنجاب ابنتها الثانية ماري شيلي التي أصبحت فيما بعد كاتبة مبدعة.

وتركت " وولستونكرافت " خلفها مسودات للعديد من الكتب غير المنتهية ، وبعد وفاتها قام زوجها " ويليام جودوين " عام 1798 بنشر قصة حياتها ، كاشفاً تفاصيل حياتها التي كانت تعتبر آنذاك غير مقبولة اجتماعياً، مما أدى دون قصد إلى تدمير سمعتها لقرن من الزمان ومن أبرز أعمالها " ماريا أو مظالم النساء" . كانت معظم إنتاجات ولستونكرافت الأولى هي حول التربية؛ جمعت ديوانًا من المقتطفات الأدبية «من أجل تنمية النساء الشابات» تحت عنوان الأنثى القارئة وترجمت عملين للأطفال، كتاب ماريا غيرترود فان دي ويركن " دي كامبون جرانديسون " الصغير وكتاب كريستيان جوثيلف سالزمان مقومات الفضيلة ،و تناولت كتاباتها أيضًا هذا الموضوع.

وتدعو " ولستونكرافت " في كتابيها المتعلقين بالسلوك أفكار حول تعليم البنات (1787) وكتاب الأطفال قصص واقعية من الحياة (1788)، إلى تربية الأطفال ضمن روح الطبقة الوسطى الناشئة: الانضباط الذاتي والصدق والتوفير والطمأنينة الاجتماعية ،و يشدد الكتابان أيضًا على أهمية تعليم الأطفال بأن يغلّبوا صوت العقل، وهو الأمر الذي يُظهر دَين ولستونكرافت الفكري لفيلسوف القرن السابع عشر التربوي البارز جون لوك. على أي حال، يتميز عملها عن عمله بإبراز الإيمان الديني والمشاعر الفطرية التي تقدمها في أعمالها وربطهم مع خطاب الحساسية الرائج في نهاية القرن الثامن عشر. يدعو الكتابان أيضًا إلى تثقيف النساء، وهو موضوع جدلي في ذلك الوقت وستعود إليه خلال مسيرتها المهنية، وعلى الأخص من خلال دفاعًا عن حقوق المرأة.

وتقول " ولستونكرافت " إن النساء المتعلمات جيدًا سيكن زوجات وأمهات صالحات وسيساهمن في النهاية بشكل ايجابي تجاه الأمة ،و بعد قيام الثورة الفرنسية كتبت " Burkes Edmund " سنة 1790 كتابه Reflection on the revolution in france فقامت ضده ماري وكتبت كتابها A vindiction of thr rights of men في نفس السنة

وهاجمت ماري " Burkes "هجومات لاذعة وقالت أنه يدافع عن مصالحه الخاصة وقالت ان الإنسان له حقوق اعطته اياها الطبيعة ولا يمكن لاي كان ان يفتكها منه، وتكلمت عنه بكل احتقار وسخرية وقالت انه يدافع عن مجتمع يستغل الفقراء وعن ارسطقراطيون يريدون الحفاظ على الوضع كما هو وسنة 1792 كتبت كتابها المشهور A vindication of the rights of women طريقة ماري في الكتابة كانت خاصة بها، بنفس الكتاب نجدها تتكلم في الاخلاق، المشاكل السياسية والاجتماعية، الفلسفة، الفكر، التاريخ الخ …. وهذا لا يعني انها فوضوية ولا تتبع منهج الكتابة لكن كانت متعلمة كثيرا واكتشفت ان ذلك الاسلوب هو الناجح للتأثير على القراء.

وفي 30 أغسطس سنة 1797، ولدت "وولستونكرافت" ابنتها الثانية ماري وعلي الرغم من أن الولادة بدت إنها مرت بشكل جيد إلا إنه أثناء الولادة كان قد حدث تلوث في المشيمة مما إدي إلي إصابة وولستونكرافت بحُمي النفاس (كانت شائعة الحدوث في القرن الثامن عشر) التي أدت إلي حدوث تسمم في الدم أدى إلي وفاتها بعد عِدة أيام من المُعاناة في 10 سبتمبر عام 1797 عن38 سنة .

واقرأ أيضًا / تكريم اسم الفنان ”سيد زيان” فى العرض المسرحي ”سينما مصر”