جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 01:37 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

عمرو بدر عضو مجلس نقابة الصحفيين لـ«الديار» : قانون الصحافة الجديد لن نقبله .. موقف النقابة متراجع فى الدفاع عن الحريات الصحفية .. ولا نية لإلغاء بدل الصحفيين

عمرو بدر مع محررة الديار
عمرو بدر مع محررة الديار

الحاضر سئ جدًا فيما يتعلق بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والحريات .. والنقابة تقوم بالدور لكن الأزمات أكبر من طاقتنا!!

من يضع القانون هم أعضاء المجلس ومن يقره هو الجمعية العمومية وهذا هو الوضع السليم .. ولابد أن يكون للنقابة دور مؤسسى داعم للزملاء المحبوسين

نعيش عملية تأميم ناعم للإعلام .. وربما يكون هناك رغبة لعودة ماسبيرو لكن ليس مائة فى المائة!!

جميع وسائل الإعلام وقع ضحية السياسة .. الإخوان لا تقدم إعلام .. والكل يقدم أجندته وبرنامجه ولا يوجد إعلام محايد!

الصحيح أن بدل الصحفيين يتم زيادته 10% سنويًا بحكم قضائى

اقترحت فكرة التحاق الزملاء الغير نقابيين بجدول المنتسبين المغلق منذ سنوات ليمدهم بمظلة الحماية النقابية ويحصن المهنة من الدخلاء

مازال الجدل مستمر حول مستقبل الصحافة فى مصر وتخوفات الكثير من العاملين ببلاط صاحبة الجلالة من بعض القوانين الجديدة الخاصة بالمهنة بدءً من قانون الصحافة الجديد والتشريعات التى تعرض على مجلس النواب إلى أخر دور النقابة وأعضاء المجلس فى حماية الصحفى من خواطر المهنة أمثال الفصل التعسفى، وفِى حالة تم القبض على آخر، وضعف المرتبات إلى آخره.

"الديار" فى محراب قلعة الحريات فى حوار شيق وتوضيحًا مع عمرو بدر، الكاتب الصحفى وعضو مجلس نقابة الصحفيين، حول كل ما يخص بلاط صاحبة الجلالة ومشاكل الصحفيين.

عمرو بدر

- بدايةً.. كيف ترى مستقبل الصحافة فى مصر؟

-- هذا ينقسم إلى جزئين الحاضر والمستقبل، الحاضر سئ جدًا فيما يتعلق بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية والحريات وهما الجناحين للمشهد الصحفى، والأجور منخفضة وكثير من الصحف والمواقع الإلكترونية تغلق وتفصل الصحفيين الذين يعملون فيها والنقابة تقوم بدور لكن الأزمات أكبر بكثير من طاقتنا أن نستوعبها وبشكل يومى استقبل زملاء يطلبون بفرص عمل ويقدموا شكاوى أنهم تم فصلهم وهذه مأساة كبرى الفصل والإغلاق والمرتبات قليلة وبعض الصحف تشتكى أنها لم تتقاضى مرتبات لمدة شهور.

أما على المستوى الآخر وهو الحريات هو أسوأ عصر عاشته حرية الصحافة على الإطلاق وأيام مبارك كنا نتحدث عن هامش الحريات وكان هناك مساحة حريات صحفية ومع ذلك نحن كصحفيين كنا نسميها هامش ولكن فى النهاية كان يتيح لنا أن نكتب وننشر وننتقض أى مسئول من أصغر مسئول إلى رئيس الجمهورية وقمنا بفتح عدد كبير من ملفات التوريث ومبارك وأسرته.

فالصحافة يجب أن يكون لها دور حقيقى والحكومات يحبذان تؤمن بالحريات، والصحف والأخبار عبارة عن نشرات أو بيانات رسمية فقط وتغطى الذى كنا نراه فى وقت من الأوقات زاوية تسمى الدولة، ألا وهى تحركات الوزراء ومقابلة المسئولين وهذا هو الوضع الحالى، والمستقبل سيكون سئ إلا لو انتبهنا بطريقتين وهما دور أوسع للنقابة فيما يخص الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ثانيًا على الدولة والجميع أن يتفهم أن هذه مهنة لا تعيش بدون حريات ولا يمكن أن تزدهر الصحافة بدون حريات وإذا غابت الحرية غابت الصحافة.

- ما هو أخر ما توصلتوا إليه بشأن موضوع قانون تنظيم الصحافة؟

-- بالطبع نحن لدينا اعتراض واضح على الطريقة التى صدر بها القانون وليس صدور القانون، وأنا شخصيًا فى برنامجى الانتخابى أكدت أننا نحتاج إلى تعديلات على القوانين التى تحكم عمل الصحافة سواء قوانين الصحافة والإعلام أو النقابة، لكن الطريقة التى تم بها فتح هذا الموضوع هى مريبة ولا تليق أن مجلس نقابة الصحفيين بأعضائه يقرأ فى الصحف أن هناك قانون صادر خاص بالنقابة ولا نراه، ونطالب أن يضع مجلس نقابة الصحفيين القانون ثم يعرض على الجمعية العمومية للنقابة تقرأه أو ترفضه لأن هذا الحد الأدنى من احترام الذين قاموا بانتخابنا أن نناقش القوانين التى تحكمهم وتحكم مهنة الصحافة.

- كيف ترى تصريحات نقيب الصحفيين بخروج قانون جديد للنقابة؟

-- هذا لا يليق لا به ولا بنا ولن نقبله تحت أى ظرف ولا من الصحيح أن نجلس فى مجلس النقابة منتخبين ثم نفاجئ بتصريحات وبيانات تفيد بأن هناك قانون جديد للنقابة، فلن نقبل ذلك فمن يضع قانون الصحافة هم أعضاء مجلس نقابة الصحفيين، ثم الذى يقره بشكل نهائى هو الجمعية العمومية وهذا هو الوضع السليم الذى نريده.

- كيف ترى المشهد الإعلامى بشكله الجديد.. وهل هناك نية إلى التوجه إلى ماسبيرو فيما بعد؟

-- مثله مثل المشهد الصحفى بالضبط، مساحة الحريات متناقصة جدًا تتقلص كل يوم والإعلام يعيش عملية تأميم ناعم على الرغم من أننا دولة مدنية، وربما يكون هناك رغبة لعودة ماسبيرو لكن ليس مائة فى المائة لكن ليس ممكن أن يكون تمامًا خاص، وفى كل دولة فى العالم حتى الدول الديمقراطية يكون لديهم إعلام يعبر عن الدولة وهذا شئ عادى، فقد جلست مع وفد ألمانى يعمل بالقناة الثانية الألمانية وسألتهم عن ما هى القناة، فقالوا لى هى القناة الرسمية الوحيدة فى ألمانيا وهى التى تعبر عن الدولة، أى قناة وحيدة!.

- وماذا عن القنوات الإخوانية "الإعلام المضاد"؟

-- الإعلام كله وقع ضحية السياسة سواء القنوات التى تصدر داخل أو خارج مصر والإخوان لا يقدم إعلام، الكل يقدم أجندته وبرنامجه واقتنع أنه صحيح، لأن كل قناة أو صحيفة لها انحيازتها ولا يوجد إعلام محايد ولكن فى النهاية أن يبقى إعلام بقوعده وأدبياته وفى النهاية ينحاز كما يريد وهو يعبر عن صراع سياسى موجود فى المجتمع.

- يعانى بعض الصحفيين من مشكلة أزمة الأجور فى الصحف.. الحلول من وجهة نظرك؟

-- نحتاج إلى لائحة جديدة للأجور نتفاوض بها مع الدولة بعد الغلاء، وأزمات الإعلام فيما يتعلق بالصحف القومية أن تجلس النقابة مع الدولة فى ذلك وفى مجلس الاستاذ جلال عارف كان لديهم لائحة جاهزة لتعديل أجور الصحفيين وبدأ حوار مع الدولة على هذا الكلام.

- تردد أن نقابة الصحفيين تبحث إصدار قرار عدم منح العضوية لمن تجاوزت أعمارهم الثلاثين عامًا.. فما تعليقك؟

-- لا يتم مناقشة أى قوانين بمجلس النقابة وهذا مشروع متقدم به النقيب وأغلبية أعضاء المجلس معترض عليه ويرفضه، ولم يعرض علينا شئ ونرفض أى قانون يأتى فى هذه اللحظة.

عمرو بدر

- فى الفترة الأخيرة لاحظنا أن بعض الصحفيين يتركون عملهم ويتجهون إلى مهن أخرى.. فهل المهنة فى زوال؟

-- بالفعل كثير جدًا من ستين إلى سبعين فى المائة من الصحفيين يعيشون على البدل فقط باعتباره مصدر أساسى لهم وقد يكون هذا غير كاف فى ظل ارتفاع الأسعار وسوء الظروف الاقتصادية ولذلك قد يسعى البعض إلى عمل آخر.

- مقاطعة.. هل هناك نية أو رغبة فى إلغاء بدل الصحفيين؟

-- هذا كلام غير صحيح والعكس هو الصحيح أن يتم زيادته عشرة فى المائة سنويًا وهذا بحكم قضائى ولو النقابة فى ظرف مختلف كنا نأخذ الحكم ونتفاوض به وهو زيادة عشرة فى المائة على الأقل بحد أدنى سنة بسبب التضخم السنوى.

- أعلنت مؤخرًا عن إصدار موقع إلكترونى جديد بترخيص من المجلس الأعلى للإعلام.. ما صدى الموقع على مستقبل الصحافة والصحفيين فيما بعد؟

-- هى فكرة ونحن مجموعة من شباب جيل الوسط ونحتاج إلى خمسين ألف جنيه لتقديم الترخيص وإذا حدث وأخذنا الترخيص ستفتح طريق للآخرين أن يتجمعوا ونفتح المجال للصحافة، وحتى إن رفض الترخيص نكون قد قمنا باختبار الفكرة عمليًا بشأن الترخيص والشروط سواء للمنع أو التنطيم، وفى كل الأحوال علينا أن نجرب.

- ما موقف النقابة وأعضائها من ملف الزملاء المحبوسين؟

-- موقف النقابة متراجع جدًا فى الدفاع عن الحريات الصحفية بشكل عام وعن الزملاء المحبوسين ودورها لا يرقى للدور المطلوب وكل الجهد التى تقوم به هو فردى والبيانات التى تصدر تكون من بعض الأعضاء وليس دائمًا أن تكون بالإجماع والبيان الأخير فيما يخص جريدة العالم اليوم كان للنقابة كلها، ولابد أن يكون للنقابة دور مؤسسى داعم للزملاء المحبوسين ويتابع أحوالهم الصحية والزيارات وكل تلك الشئون.

- وما هو الموقف حيال القبض على الصحفى الغير نقابى؟

-- هذه أزمة كبيرة ويجب أن ننظر إليهم، وخرجت من وقت قريب حملة تسمى "مش صحفى" لم يخطئ فى المطلق مؤسسها ولكن أخطئ فى أنه يزيد من الضغط على زملائه وهو يقصد أن هناك بعض الدخلاء على المهنة ويسرقوها ويضروها وهذا غير صحيح فلا يجب حتى أن نتهمه أنه منتحل الصفة ويجعل الزميل يتعرض للحبس.

فمثلًا الزميلة مى الصباغ والجميع يعلم أنها تعمل فى المهنة من سنين وتم حبسها خمسة عشر يومًا فى الإسكندرية بسبب هذه التهمة، ولهذا قمت بطرح على مجلس النقابة ولم يقبله وهو أن هناك فى جدول بالنقابة يسمى جدول المنتسبين وهو مغلق منذ أكثر من عشر سنوات لا يدخل أحد واقترحت أن الزملاء الغير نقابيين أن يلتحقوا بهذا الجدول ويقدموا أوراقهم وأرشيفهم أنهم يمارسوا مهنة الصحافة وهو كارنيه يمد مظلة الحماية النقابية عليهم ويحصن المهنة من الدخلاء والذى لم يأتى إلينا ويأخذ هذا الكارنيه يكون بالفعل غير صحفى.

وفى النهاية نحن كنقابة نعترف بهذا الزميل أنه يمارس مهنة الصحافة وهذا الكارنية يؤكد ذلك أن تتيح له فرصة أن يقدم تحت التمرين والمشتغلين، وفى هذه اللحظة نحتاج أن نرجع إلى ذلك الشأن وعدد الذين يعملون فى المهنة خارج النقابة أكثر وسوف نبذل فيها جهد خلال الفترة القادمة ربما نوصل إلى حل.

- موقف النقابة فى موضوع الفصل التعسفى.. وما هى الإجراءات التى تتخذها حيال الزميل المفصول؟

-- أزمة الفصل التعسفى كبيرة جدًا لأن الصحف والمؤسسات الصحفية تتعرض إلى أزمات مادية باستثناء مؤسستين أو ثلاثة، وهذا نتج عنه أن المؤسسات تغلق أو تخسر وتقلل ميزانيتها، فتضطر إلى أن تفصل المحررين أو تغلق ونحتاج فى قانون النقابة الجديد أن يكون لدينا إجراءات رادعة أكثر فى الفصل التعسفى وهذا هو المهم نناقشه وليس الانتخابات والجمعية العمومية هذا هو الأهم، أى إجراءات جادة تتخذها النقابة ضد رئيس التحرير ورئيس مجلس الإدارة الذى يأخذ قرار بفصل الصحفيين.

- مقاطعة.. إذن هل يتم وقف البدل فى حال فصل الزميل تعسفى؟

-- إذا قدم مذكرة للنقابة أنه تم فصله تعسفى، بالطبع لا نوقف البدل.

عمرو بدر مع محررة الديار2

- ما دور النقابة تجاه الصحفى المتوفى أو الذى استشهد أثناء تأدية عمله مثال الصحفية هند موسى وغيرها؟

-- قمنا بصرف معاش شهرى من النقابة لأسرة هند موسى، وسمحنا لهم أن يدخلوا فى مشروع العلاج بشكل سنوى، ولكن دور النقابة تجاه الصحفى المتوفى يشترط ان يكون عضو بالنقابة، ونحاول بقدر الإمكان على قدر الإمكانيات المتاحة مساعدة الزملاء.

- كيف ترى قرار رفع أسعار الصحف الذى كان يتردد فى إجتماع الهيئة الوطنية للإعلام؟

-- أرى أن هذا القرار يقضى على الصحافة الورقية لأنها بالفعل متراجعة وتتعرض للخسارة ومن سوء التوزيع وعلى مستوى السياسية التحريرية مأساة، فأتذكر ما حدث فى موضوع قطع العلاقات بين مصر وأربع دول على رأسهم قطر فقد خرج هذا القرار مساءً وبعدها بـ ٤٨ساعة تم نشره فى الصحف أولها مانشت الأهرام.

وهذا يعنى أن جميع الصحف ذهبت إلى المطبعة وثانى يوم لم يكتبوا شئ واشتغلت الموقع الإلكترونية وتمت مناقشته عبر السوشيال والقنوات الفضائية ميديا وأثره وما بعده، فهذا نموذج ومع كل الأزمات التحريرية والمادية التى تعيشها الصحف عندما تقوم برفع أسعارها فأنت تمنع القراء عنها وهو قرار مأساة حقيقة يضرب باقى المؤسسات وهو قرار الهيئة الوطنية الذى حضره رؤساء تحرير الصحف والنقابة ليس لها دخل فى هذا.

- إذن.. ما مقترحاتك لتطوير الصحافة الورقية؟

-- الصحافة الورقية لا تكون كما كانت فى السابق بنفس تأثيرها وقوتها فهذا صعب، لكن قادرين أن نحافظ عليها بسياسة تحريرية مختلفة وننسى صحافة الخبر لأنها موجودة عبر المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية ولا أحد ينتظر أن يقرأ خبر ثانى يوم فى الجورنال.

والصحافة الورقية التى تظل فى العالم كله وهى صحافة ما وراء الخبر والإلكترونى هى صحافة الفيديو، والعالم يقول الصحافة الرقمية وليس الإلكترونية، واذا قمنا بعمل تطوير فى السياسة التحريرية أظن أننا سننجح، فنحتاج إلى صحافة متخصصة بمعنى أن يكون هناك صحافة للرياضة بمفردها مثلًا والحوادث والفن والصحف الإقليمية الصغيرة التى تعبر عن محافظة أو مدينة ولو ابتكارنا، فنحن قادرين على المحافظة على الصحافة الورقية وغير ذلك علينا أن نتوقع أنها ستنتهى.