جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 04:36 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: مات عبد الناصر .. عاشت مصر

أحمد سلام
أحمد سلام

مانشيت جريدة الأخبار الشهير الذي وثق تشييع جثمان الرئيس جمال عبدالناصر في ذاكرة كل من عاصروا الحدث، وقد كانت الوفاة المفاجئة للرئيس المصري مساء 28 سبتمبر 1970 صادمة وبالتأكيد لا راد لقضاء الله وقد كانت الأمور تسير طبيعية رئيس يؤدي مهام منصبه وقد فرغ من مراسم توديع أمير دولة الكويت أخر من غادروا مصر بعد إنتهاء القمة العربية الطارئة التي عقدت بالقاهرة لبحث أزمة الفلسطينيين المحاصرين في الأردن أو مايعرف بأحداث أيلول الأسود.

وقد انتهت الأزمة وكانت القمة بمثابة توثيق لحدث آخر هو قدرة القاهرة علي توحيد العرب لمواجهة أزمة ومن بعدها لاتسل عن قمم عربية يمكن أن يكون لها أثر فقط مشاهد مصورة للملوك والرؤساء والوضع يثير الرثاء ولم يزل.

الموت في حياة المصريين عموما حدث جلل يقترن بمراسم توارثها الشعب المصري للتعبير عن الحزن وقد خرج الشعب المصري من كل حدب وصوب لتوديع الرئيس جمال عبدالناصر في أكبر جنازة في تاريخ مصر المعاصر وهنا يمكن القول أن المشاعر كانت صادقة نحو رجل ترك تجربة لم تكتمل وجراحا لم تندمل عنوانها سيناء التي لابد وأن تعود بعد ماجري في يونيو1967.

وفاة الرئيس جمال عبدالناصر المفاجئة أحدثت ارتباكا داخل كواليس رئاسة الجمهورية فيما يتعلق بالمراسم التي لابد وأن تتبع في ظل أنها المرة الأولى التي تودع فيها مصر رئيسا للجمهورية وهنا كان السبيل هو استرجاع مراسم تشييع جثمان الملك فؤاد آخر حاكم مات في مصر وهو في السلطة وكان ذلك عام 1936 وقد فعلها صلاح الشاهد كبير الأمناء برئاسة الجمهورية الذي من مهامه تطبيق المراسم عند حدث بمثل ماجري الذي طبق مراسم توديع الملك فؤاد ومن بعدها تم وضع الإطار الرسمي عند توديع مصر رئيسا مات في السلطة.

تتابع وصول الوفود الرسمية من مختلف دول العالم لتشييع الرئيس جمال عبدالناصر وكانت الجنازة التي كانت عفوية لأن الشعب الذي خرج وقتها قد عبر عن مشاعره أما المراسم الرسمية فذاك لكيفية تيسير الجنازة قرين قواعد البرتوكول لوجود وفود من الخارج لتوديع الرئيس المصري.

وفاة الرئيس جمال عبدالناصر الحدث الأهم في تاريخ مصر المعاصر توثق لثوابت مفادها أن الأشخاص إلي زوال ومصر هي الباقية وقد ووري الثري واستعادت مصر الثبات لأجل معركة الخلاص لتحرير سيناء ومحو آثار العدوان.

في الذكري الخمسين لرحيل الرئيس جمال عبدالناصر الرجل في رحاب الله ومصر باقية وقد رحل من حكموا مصر بعده والتاريخ يوثق كل تجربة بما لها وماعليها والأهم في كل هذا أن مصر لاتنسي رجالها المخلصين ولاتنسي أيضا أن جلال الموت يطوي كل شيء ولابد من النظر للأمام لأن الوطن لابد وأن يصان في ظل أن مصر دوماً مستهدفة.

يوم الوداع الذي ودعت فيه مصر رئيسها قبل خمسين عاماً يوثق إذا لأيام كانت عصبية ولكنها مرت بسلام وقد اجتازت مصر الآلام وهي دوما صابرة قادرة علي الإحتمال لأن الموت حق ولا بد أن تستمر الحياة.